يا شمس لا كسف ولا تكدار

يا شَمسُ لا كَسْفٌ ولا تكدارُ

ولا خَلَتْ من نُورِك الأنوارُ

البَدرُ مَنقوصٌ وأَنتَ كاملٌ

لَكَ السَّرايا وَلَهُ السِّرارُ

بُرؤُكَ لِلإِسلامِ مِن أَدوائِهِ

بُرْءٌ وفي أعدائِهِ بَوارُ

ما أَنتَ إِلّا السّيف صَدَّ صدأً

عَن مَتنِهِ مَضْرِبُهُ البَتّارُ

لَو كانَ مَحمولاً أَذىً عَن مَنفَسٍ

لَحَملتهُ دونَكَ الأَبصارُ

وَلَو فَدَتْ أَرضٌ سَماءً ساقَتِ ال

مُلوكَ في فِدائِكَ الأَمصارُ

أَنتَ غياثُ مَحْلِهِمْ إِنْ أَجدَبوا

وَخَيرهُم إِنْ ذُكِر الخيارُ

وَفي سَريرِ المُلْكِ مِنها ملكٌ

للَّهِ في سَرّائِهِ أَسرارُ

خَيرُ مُلوكِ الأَرضِ جَدّاً وأَباً

إنْ هَزَّ عِطْفَيْ ماجدٍ نِجارُ

مَدَّ عَلى الدّينِ رواقَ دَولَةٍ

تَنازَعَت أَسْمَارَها السُّمَّارُ

عَلَت بِناءً وحَلَت في يَدِهِ

فَهيَ عَلى السّورِ وَالسّوارُ

مَحمودٌ المحمودُ عَصرُ مُلْكِهِ

فَلِلْحَيَا مِن مُزْنِهِ اِعتِصارُ

يا نورَ دينٍ أُظلِمَت آفاقُهُ

لَوْ لَمْ تَبلّج هَذِهِ الآثارُ

للَّهِ أَيّامك ما تَخطّهُ

بِالمِسكِ مِن إِسفارِها الأسفارُ

سَلِمْتَ لِلإِسلامِ تَرعى سَرحَهُ

إِذا وَنَى رُعاتُهُ وَجاروا

شَكوتَ فَالدُّنيا عَلى سُكّانِها

قرارةٌ جانَبها القرارُ

كادَت تَموتُ الأَرضُ مِن إِشفاقِها

لَولا شِفاءٌ رَدَّها تمارُ

زَرَّتْ عَلَيكَ التُّرْكُ جَيْب نَسبٍ

يَحسُدها بِزِيِّهِ نِزارُ

لا عَدِمَتْ مِنكَ الأَماني رَبَّها

مُعْطىً من الإِقبالِ ما يَختارُ

ما سَمَحَ الدّهرُ بِأَنْ تَبقى لَنا

فَكُلُّ جَرْحٍ مَسَّنا جبارُ