يا محيي العدل ويا منشره

يا مُحْيِيَ العدل ويا مُنْشِرهُ

مِن بَينِ أَطباقِ البلى وقد هَمَدْ

وَركن الإِسلامِ الَّذي وَطَّدَه

طال وأرسى العزّ فيه ووطَّدْ

وَشارِع المَعروفِ إِذ لا سَفه

يجنحُ لِلقَولِ ولا تَسمَحُ يَد

محوْتَ ما أَثبتَهُ الجَور مَضى

عَلَيهِ إِخلادُ اللَيالي فخلَّد

مِن كُلِّ مَكّاسٍ يظلّ قاعِداً

لِما يسوءُ المسلمين بالرَّصَدْ

كَانَت لِأَرجاسِ اليهودِ دَولَة

أَزالَها مِنكَ الهَصُور ذو اللّبدْ

المَلكُ العادِلُ لَفظٌ طابَقَ ال

مَعنى وَفي الوَصفِ مَعاد مُستَرَدْ

خَيرُ النُّعُوت ما جَرَى الوصفُ على

صفحته جَرْيَ النَّسيم في الوَمَدْ

عَدْلٌ جَنيتُ اليَومَ حُلْوَ رَيْعِهِ

وَسَوفَ يُجنَى لَكَ أَحلى مِنهُ غَدْ

لا زالَ للإِسلامِ مِنك عِدَّةٌ

تُقيمُ مِنهُ كلَّ زَيغٍ وَأَوَدْ

الناسُ أَنتَ وَالملوكُ شرطٌ

تُعَدُّ لَيْثاً ويُعَدُّون نَقَدْ

مِثلكَ لا يَسخو بِهِ زَمانُهُ

ومثل ما أُوتيتَ لم يؤتَ أَحَدْ

أَيا نورَ دينٍ خَبا نورُهُ

وَمُذ شَاعَ عَدْلُكَ فيهِ اِتَّقَدْ

رَآكَ الصَليبُ صليبَ القَنا

ةِ أَمينَ العثارِ مَتينَ العَمَدْ

تَهمُّ فَتَسْلُبه ما اِقْتَنَى

وَتَدأَى فتثكلُهُ ما اِحتَشدْ

زبَنْتَهُمُ أمس عَن صَرْخَدٍ

ففضُّوا كأنّ نعاماً شَرَدْ

وَيَومَ العُرَيْمة أقبَلْتهم

عُراماً تَثعلبَ مِنهُ الأَسَدْ

حَبَيْتَ مَليكهم في الصِّفاد

وعَفْوُكَ عنه أعمّ الصَّفدْ

وقبلُ أَزَرْتَهُمُ في الرُّها

مَوازِقَ مزَّقْنَ جُرْدَ الجُرَدْ

بقيتَ تُرَقِّعُ خَرْقَ الزّما

نِ قِياماً لأَبنائِهِ إنْ قَعَدْ

تُثَقِّفُ مِن زَيفِهِ ما اِلْتَوَى

وتُصْلِحُ من طَبْعِهِ ما فَسَدْ