أأعذر قومي والرماح تلوم

أأعْذِرُ قومي والرِّماحُ تَلومُ

وذلكَ خَطبٌ في الزّمانِ عَظيمُ

أسعدَ بن زيدٍ أنّ سعدَ نُباتَة

جَرى غيرَ مسبوقٍ وأنتَ تَميمُ

لطابَ ورودُ الموتِ دونَ ملامكم

ولَلْموتُ خيرٌ أن يُلامَ حَميمُ

دعوتُ بني ساسانَ غيرَ مُدافِعٍ

إلى نهبِ مالي والكريمُ كَريمُ

وما ذاكَ من حُبٍّ لهمْ غيرَ أنّني

أريهم على البغضاءِ كيفَ أُقيمُ

ألا رُبَّ يومٍ قد ثَنَيتُ جِيادَهُم

إلى الحيِّ فيها للطّعانِ وُسومُ

بجوِّ نِطاعٍ إذْ نُقَسِّمُ فيهمُ

وهَوْذَةُ مثلُ الكلبِ ليس يُديمُ

عشيةَ كِسْرى لو يرومُ مَرامَهُ

غَدا في وثاقِ القَدِّ وهو ذَميمُ

فأيُّ زَمانٍ مَرّ تَهوى رجوعَه

إليكَ وأيُّ العيشِ ليس تَلومُ

ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلةً

وليس علينا للهمومِ غَريمُ

وهل أنا إن أعطاني الدّهْرُ منيتي

لليلي وليلُ اليعمّلاتِ سَؤومُ

جعلتُ بياضَ السيفِ للبيضِ ضَرّةً

وإنْ كنتُ من وجدٍ بهنّ أهيمُ

أجولُ بآفاقِ البلادِ كأنّني

بما أضمرتْهُ الحادثاتُ زَعيمُ

لئِنْ أنا لم أبعثْ على الشّرْقِ غارةً

أنامُ على أهْوالِها وأنِيمُ

إذا انتسبتْ بي أسْقَطَ الحَملَ ذكرُها

بلا خوفِها أني إذاً للَئيمُ

بقومٍ يرونَ الضّيمَ أعظمَ خطّة

ويستنحفونَ الخطبَ وهو جَسيمُ

أكفُّهمُ للمجتدينَ غيومٌ

وأسيافُهُم للدّارعينَ خُصومُ

وكيفَ أخافُ الحادثاتِ ودونَها

رواحمُ لا يُلفى لهنّ رَحيمُ

يدايَ وسيفي والأغرّ وذابِلٌ

ورأى لوَصّالِ الأمورِ صَرومُ

يُذكّرني ضنْكُ المنازِلِ منزلاً

بهِ الليلُ فجرٌ والرِّياحُ نسيمُ

سأجعلُ أطرافَ الأسنّةِ فوقَهُ

على مُهجِ النُّزّالِ فيه تَحومُ