أبت عادة للفتك خوف المخاوف

أبَتْ عادةٌ للفتكِ خوفَ المخاوفِ

وحاجةُ رُمحي في ملوكِ الطّوائِفِ

رحلنا من الأطْوادِ أطوادِ بالِسٍ

وتِلْكَ الهوى منّا وإنْ لم تُساعِفِ

بخيلٍ جعلْنا زادَهُنّ وزادَنا

من الجريِ والإقْدامِ يومَ التسايِفِ

عليهنَّ وثّابونَ فوقَ ظهورِها

إلى الموتِ ورّادُونَ حوضَ المَتالِفِ

دَعوتُهُمُ ليْلاً فقاموا لدعوتي

قيامَ صدورِ الأخضرِ المُتقاذِفِ

إلى كلِّ قِرْضابٍ من الضّربِ ناحلٍ

وكلِّ سنانٍ من دمِ القلبِ راعِفِ

فما شِئْتَهُ من سافعٍ غيرِ مُلجَمٍ

ومعتنقٍ للقرنِ غير مُسايِفِ

عَرَفْتَ بني حواءَ قبلَ اختبارِهم

ومن لكَ في هَذا الزّمانِ بِعارِفِ

تريكَ الذي قد غابَ عنكَ ظَنونُهُ

بحزمٍ لمستورِ المُغيَّبِ كاشِفِ

وحيٍّ حُلولٍ بالمَزونِ يَروقُهم

حنينُ المَلاهي واصطخابُ المَعازِفِ

تَرى الهولَ يومَ الرّوعِ من فتكاتهم

إذا قَرّعوا أفراسَهُمْ بالمَجازِفِ

ألِكْني إلى حيِّ الأراقِمِ إنّني

أرى فَخرَهُمْ في الناسِ إحدى الطّرائِفِ

أنَخْنا فَحيّوا بالسّبابِ وحرَّشوا

لنا كلَّ كلبٍ بالعَراقيبِ عارِفِ

وما ظَلَموا الأوْداجَ ظلمَ ضُيوفِهم

ولا بَذَلوا الأموالَ بذلَ الرّوادِفِ

أبعدَ الذي أمْسى بحرّانَ قَبْرُهُ

تُصافِحُه أيْدي الرياحِ العَواصِفِ

هَوَتْ أُمُّهم يومَ استقلَّ مُودِّعاً

على النّعشِ ماذا أدْرَجوا في اللّفائِفِ

لقد دَفَنوا روحَ النّدى ويَدَ الرّدى

ومُنيةَ مأمولٍ وعِصمةَ خائِفِ