أغباوة بالعرب والعجم

أَغباوةٌ بالعُربِ والعَجَمِ

أَم كلُّهم اِلْبٌ على ظُلْمِي

زَعَموا بأَنْ لا عيبَ في كَلِمي

الا اختصارُ النثْرِ والنَظْمِ

انْ قلَّ دلَّ على المرادِ فلمْ

يبعدْ على المتبلّدِ الفدْمِ

ما الطولُ انْ أوضحتَ في قِصَرٍ

مما يزيدُ أَخاكَ في الفهْمِ

لا يلحقونَ بجريهم خَبَبي

أَو يلحقُ الدَّبَرانُ بالنجْمِ

شاع النفاقُ فما أرَى أَحداً

يُبدي الرضا الاَّ على رَغْمِ

ما لي سِوى السَّيْفِ الحُسَامِ أخٌ

للهِ ما وَلَدَتْ به أُميِّ

يَحمى ولا تُحمى مضاربُه

كم بينَ من يُحمى ومن يَحمِي

لاقيتُ بعدكم صَمَامِ ومَنْ

لاقى صَمَامِ يقلْ لها صَمّي

ومدحتُ قوماً لو شَتَمتُهم

حاشى عُلاي لزانَهم شَتْمِي

مُدِحوا فما ارتاحوا وذمهم

قومٌ فما جَزِعوا من الذَّمِّ

ولقد لبستُهُمُ على جَرَبٍ

وكظمتُ لو يَرضونَ بالكظْمِ

من بعدِ ما جاروا وما ظَلموا

وأَتوا مُسَالمتي على الظُّلْمِ

هلاَّ وفي الأَغمادِ مُرْهَفَةٌ

كَمَنتْ كمونَ العَزمِ في الهَمِّ

والسَّمهريةُ في مراكزها

طلبَ الاقالةَ قارفُ الكَلْمِ

فالآنَ اذْ وَقَعَتْ مواقعُها

يوجونَ بعد نُدوبَها سِلْمِي

لو جئتُ أَبغي البرءَ في جُشَمٍ

يوماً لأَغْدُرَهُ على سُقْمِي

أَو أَنْ أَخُصَّ بها بَني مطرٍ

ذادوا العِدَى بفواهقٍ فُقْمِ

مَن يلقَهم يلقَ الطعانَ على ال

لباتِ قبلَ ورودِه يُدْمِي

قوم يُراعونَ الوحوشَ فما

تَدنو مخاطِمُهُم من الخَطْمِ

يقرون زادَهم الضيوف ويح

مونَ المضافَ من الردَى الحَتْمِ

منعُ الذِّمارِ أَجلُّ مكرمَةٍ

وأَجلُّ منه البذلُ في العُدْمِ

وكلاهما هبةُ الحياةِ لدى ال

هيجاءِ والايثار بالطَّعْمِ

لا جودَ يتلو ما بِهِ بدَأوا

هلْ ثالثٌ للروحِ والجِسْمِ

بالبيتِ أَحلِفُ والألى رَفَعُوا

أَحجَارَهُ رَضْماً على رَضْمِ

وولاة عبدِ الدارِ تَحجبُهُ

اِلا من التطوافِ واللثْمِ

والرَّاقِصَاتِ بكلِّ لامِعَةٍ

يمسحنَها بمناسِمِ خُثْمِ

ما كان كابنِ المَرزُبانِ ولا

فيما يكونُ أَخالُ في العُجْمِ

أَحمَى لداعٍ فرَّ اخوتُه

عنه وأجبرُ منه للعَظْمِ

يَزْدَ انَفَاذَارٌ وأَيُّهُمُ

في العَزمِ يُشْبِهُهُ وفي الحَزْمِ

ضِرغامةٌ يغدو على حَنَقٍ

فيصيبُ من لاقى بلا جُرْمِ

أشبالُه في الغَيلِ طاويةٌ

قدْ عُوِّدَتْ لحماً على لَحْمِ

أَوْحَيَّةٌ تُحْيي حميَّته

وتُميتُ عن تُمتَاهُ بالشَّمِ

أو كالسِّماكِ تَخَالُهُ قَبَساً

في الأفقِ وهو الأَرضُ في العَظْمِ

مِنْ مَعْشَرٍ تَنْدَى اذا كبتوا

أَقلامهم بالأَرْي والسَّمِ

لم يقو ذو القرنين حين سَما

الاَّ بطَاقَتِهمْ على الرُّدْمِ

نزلوا بواسطةٍ البلادَ فهم

يحمونَ عنها بالقَنا الصمِ

هم فجَّروا الأنهارَ طائعةً

فيها وراضوا الخيلَ باللجمِ

فالرومُ منهم حين تطلبهم

والهِنْدُ بين الحدسِ والعزمِ

طردوا الليالي عن طوادثِها

ومشوا على الطوفانِ في اليَمِ

وهم بنُو الأَحْرارِ طِفلُهُمُ

يَغنَى بِنِسْبَتِهِ عن الاسْمِ

أنتَ المحامي عن ذمارِهم

والجهلُ مندرعُ على الحِلْمِ

ولك الثلاثةُ من بيوتهم

عند القضاءِ وفيصلِ الحُكْمِ

ما زلتَ تنفي الضرَّ عن جَسدِي

حتى نفيتُ الشكَّ عن وَهْمِي

وحسِبتُ ظِلَّكَ فيَّ هاجرةً

فاذا ظِلالُ مقاطفِ الكَرْمِ

سقياً لتربةِ أصبهانَ فقد

خُصَّتْ بكل سَمَيْدَعٍ قَرمِ

تُغني عن المأثورِ لَفْظتُهُ

وتنوبُ لحظتُهُ عن السَّهْمِ