أقل الله خيرك من زمان

أقَلَّ اللهُ خَيركَ من زَمانِ

يُعَدُّ العِيُّ فيهِ من البَيانِ

همومُكَ ليسَ تعرِفُ غيرَ قَلبي

وقلبُكَ ليسَ يعرِفُهُ سِناني

هَنيئاً للغُواةِ الخُرسِ أنّي

بأرضٍ لا يُخافُ بها لِساني

فما أرجو بها إلاّ بَخيلاً

له كفٌّ تُشيرُ بِلا بَنانِ

إذا لم يَبقَ عذرٌ يدّعيهِ

وأفنى عذرُ موعدهِ زَماني

تلقّاني بوجهٍ من حَديدِ

كأني لا أراهُ ولا يَراني

كأنّ المُستَجيرَ بهِ طَريدٌ

يفِر إلى الضِرابِ من الطِعانِ

يئستُ من العِراقِ وساكنيها

فلولا اللهُ وابنُ المرزبانِ

لرعتُ بكلِّ منزلة عجاجاً

تُجاريني كأنّا في رهانِ

ولم يكُ موضعي منها مَحَلاً

يفوزُ به مكانٌ عن مَكانِ

ضياؤكَ يا عليُّ هَدى رِكابي

وجودُكَ يا عليُّ ثَنى عِناني

ولمّا أنْ هَزَزْتُكَ للمَعالي

هَزَزتُ مَضارِبَ السّيفِ اليَماني

فَدتكَ بَدائعُ الألفاظِ طُرّاً

وأبكارُ القَوافي والمَعاني

وإنْ كانت تَحارُ إذا أرَدنا

مديحَكَ في خَلائِقِكَ الحِسانِ

نزلْتَ من المكارِمِ والمَعالي

بمنزلةِ الشّبابِ من الغَواني

فلا زالتْ لياليكَ البَواقي

تواصلنا بأيامِ التهاني

بِبابِكَ حاجةٌ وقفتْ وتاهَتْ

تَباعدَ نفْعُها والضُرُّ دانِ

جَعلتُكَ جُنّتي قبْلَ ادّراعي

غِمارَ الموتِ في الحربِ العَوانِ

نَوالُكَ صارمي وبهِ ضِرابي

وجاهُكَ ذابلي وبهِ طِعاني

فلا تَجمعْ ودادَكَ بالتجنّي

ولا تُشْمِتْ بِعادَكَ بالتّداني

فإني لا يُوافِقُني خَليلٌ

إذا قضّى مآربَهُ قَلاني

أُعيذُ نَداكَ من مَطلٍ شُجاعٍ

لراجيهِ ومن فِعلٍ جَبانِ

فَما تُعطي على الأيامِ باقٍ

وما نُعطي على الأيامِ فانِ