ألا يا أيها الملك الرؤوف

ألا يا أيُّها الملكُ الرّؤوفُ

إلى كم ذا التأمّلُ والوقوفُ

وقد حنّتْ جيادُك أنْ تَراها

يلِفُّ صدورَها الأسلُ المُنيفُ

مكمّلة الجوانِبِ والنّواحي

وآثارُ الطِّعانِ بِها قُروفُ

أنَفتُ لها تُباشِرُ غيرَ حربٍ

يكونُ نصيبَها من الجيشِ الكَثيفُ

سِنانُ السّمْهَريِّ بها وضيعٌ

وصدرُ المَشرَفيّ بها شَريفُ

تَناصرتِ السّيوفِ على قَناها

فإفلاتُ القَنا منْها طَريفُ

وما الفلواتُ عندَ سِواكَ دارٌ

ولا طولُ السُّرى دَعَةٌ وريفُ

فإنْ كنت الضِرابَ الهَبْرَ تَبْغي

وطعناً تَستجيبُ له الحُتوفُ

فطوقْها الأسنّةَ أو تَراها

ومن ماءِ النحورِ لها وكيفُ

وفي أحْشائِنا منها نُجومٌ

وفي آذانِنا منها شُنوفُ

فما هي غيرُ معركةٍ تَجلّى

وقد رَويتْ منَ الرومِ السّيوفُ

تُحلُّ على صَوارمكَ الهَوادي

وتنظمُ في ذوابلكَ الصُفوفُ

لوَ انّ الدّهرَ لانَ للِنْتَ فيهِ

كِلانا عندَهُ الخُلقُ العَنيفُ

يَحيفُ عليَّ أيْنَ حللت منهُ

ولكن في جِوارِكَ لا يَحيفُ

ينالُ نوالَكم من شَطَّ عنكُمْ

فكيفَ تضيعُ عندكم الضّيوفُ