ألم يأت أملاك الطوائف أنه

أَلَمْ يأتِ أَملاكَ الطَّوائفِ أَنَّهُ

نَبا عن طِلابِ المجدِ كلُّ مُخَاطِرِ

ولم ينب صَمْصَامُ الخِلافةِ أنَّهُ

مضى راضياً عن عزمهِ لم يُشَاوِرِ

وباتَ نَجيباً للهمومِ كأَنَّهُ

على الجَمرةِ الحَمراءِ شحمةُ صَاهِرِ

رأى رأيَهُ ثم استبدَّ فلم يُطِعْ

نصيحاً ولم يَسْمَعْ مَقَالَةَ زاجِرِ

ولم يَنْهَهُ عن هَمِّهِ وَزماعِهِ

وعيدُ الأَعادى وأعتراضُ المقَادِرِ

رأَى كلَّ ساعٍ في الأَنامِ مغَرَّراً

فغَرَّرني كسبُ العُلا والمآثِرِ

نظرتُ ولم أبَصرْ وقد بعدَ المَدَى

كجريكَ في جَري الجيادِ المُحَاصِرِ

ولا مثلَ أَمْرٍ رُضْتَه لا يروضهُ

من الناسِ إلاَّ مُسْتَمِرُّ المَرائِرِ

إذا همَّ كانَ العزمُ أَهونَ سَعيهِ

يَزيدُ على كيدِ العدوِّ المكابِرِ

وللهِ مربوطٌ على الحربِ جَاشُهُ

إذا فَتَرَتْ أَلفَيتَهُ غيرَ فاتِرِ

تقدَّم يَغلى كيدها لِصِحَابِهِ

ولا خيرَ في مُسْتَقْدِمٍ غيرِ حَاذِرِ

هو الجَدُّ حتى يفرِقَ المرءَ ظِلُّهُ

ويَقْصُرَ من الحاظهِ كل ناطِرِ

فلم يَنْهَ عنكَ الناسَ مثلُ مْحَلِّقٍ

من الضَّربِ أَو قالٍ من الطَّعْنِ فَائِرِ