أيا بانة القاع بين السمر

أَيا بانَةَ القَاعِ بينَ السَّمُرْ

قَضَيتِ ولم أَقضِ منكِ الوَطَرْ

أَما من سَبيلٍ الى نَظْرَةٍ

تُعادُ اِليكِ كلمحِ البَصَرْ

فاني لراضٍ على ثَروتي

بما ليس يَرضى به المُفْتَقِرْ

أَلا حبَّذا ظلُّها في الهجيرِ

اذا ما ادْلَهَمَّ كظلِ الحَجَرْ

وَطيبُ حِماهَا اذا ما الغُصُونُ

عَشِقْنَ الكَرَى ومَلِلْنَ السَّهَرْ

وحُورِ النواظرِ سُودِ القُرُو

نِ بِيضٍ رَكِبنَ اليَّ الغَرَرْ

تَهادينَ يَمشينَ مشيَ القَطَا

ويبسمنَ عن ذي غُروبٍ أَغَرْ

كما حَرَّكتْ شَمْأَلٌ لاغِبٌ

مُتُونَ أَقاحٍ جَلاها المَطَرْ

وأَفنينَ بالدَّلِّ ليلَ التِّمَا

مِ دونَ الثيابِ ودونَ الأُزُر

فلما رأَينَ عَمُودَ الصَّبا

حِ يَنْعَى الدُّجى لونُهُ المُشتَهَرُ

وطئنَ على جَمَرَاتِ الوَدَاعِ

وَكَفْكفْنَ أَدمُعَهُنَّ الدِرَرْ

أَحقاً رأَيتَ بوَادِي الغَضَا

من الحي أَو مَنْ رآهُمْ أَثَرْ

فللهِ عينُكَ يا بنَ الصُّقُورِ

اذا ما تَجاهَدَ فَضْلُ النَّظَرْ

يُنغِّضُ عندي لقاءَ الحبيبِ

فَرْطُ الحَيَاءِ وطُولُ الحَصَرْ

وفي أيِّ شيءٍ يكون الشفَاءُ

اذا أَنتَ ضَرَّكَ ما لا يَضُرْ

سَرى في عَدِيدِ الثَّرى قَاهِرٌ

يُقدِّمُ بينَ يَدَيْهِ النُّذُرْ

تُبَشِّرُ فالاتُه بالسُّعُو

دِ وتخفِق رَاياتُهُ بالظَّفَرْ

على الشَّرقِ من نارهِ سَاطِعٌ

يلوحُ وفي الغَرْبِ منها شَرَرْ

تَنُصُّ عليهِ عهودُ الملو

كِ وتُعْرَفُ أَوصافُه في السِّيَرْ

فيا شَرفَ الدَّولةِ المستقلِّ

بما لا يُطِيقُ جميعُ البَشَرْ

ومن ليس يُعْجِزُهُ هَاربٌ

الى أَينَ لا أَينَ منكَ المَفَرْ

وصلتَ وصافيتَ طولَ المُقَامِ

بفارسَ حتى كَدَدْتَ الفِكَرْ

وظنَّ بكَ المُرجِفُونَ الظُنُون

ومَلَّ تعاليلَهُ المُنْتَظَرْ

وأَنتَ على سَورةٍ مُطْرِقٌ

كما يُطْرقُ الأفعُوانُ الذَّكَرْ

الى أَنْ هَمَمْتَ فسومتَها

عوابسَ مطُلومةً بالغُرَرْ

مِنَ السِّيرَجَانِ الى الهُنْدُوَا

نِ مَبْثُوثة كالدَّبا المُنْتَشِرْ

فَما مَلكوا صرفَها عَنْهُمُ

وهلْ يَمِلكُ الناسُ صرفَ القَدَرْ

طويتَ المنازِلَ طيَّ السِّجلِّ

وكنتَ زَؤُؤْراً اذا لم تُزَرْ

فشتانَ بينكَ لمَّا أَقَمْتَ

وبينكَ لمَّا سَبَقْتَ الخَبَرْ

حَوَى قَصَبَاتِ العُلا صَابِرٌ

عليها وفَازَ بها من صَبَرْ

جزيلُ النوالِ شَدِيْدُ النَّكالِ

كريمُ الفعَالِ اذا ما قَدَرْ

ضَمومُ الفُؤادِ على سِرِّةِ

اذا هَمَّ بالأَمرِ لم يَسْتَشِرْ

ينوبُ عن الشَّمْسِ لأْلأَؤُهُ

ويَخْلُفُهاَ في ضيَاءِ القَمَرْ

أُسِرُّ اليكَ مَقَالَ النَّصيحِ

ولستَ الى النُّصحِ بالمُفْتَقرْ

عليكَ اذا ضَاغَنَتْكَ الرِّجَالُ

بِضَرْبِ الرؤوسِ وطعْنِ الثُّغَرْ

ولاَ تَحْقِرَنَّ عَدواً رماكَ

وانْ كانَ في سَاعديهِ قِصَرْ

فانَّ الحُسَامَ يَجُزُّ الرِّقَابَ

وَيَعْجَزُ عمَّا تنالُ الابَرْ

وينفعُ في الروعِ كيدُ الجَبَانِ

كما لا يَضُرُّ الشُّجاع الحَذَرْ

شُبِ الرغْبَ بالرَّهْبِ وامزجْ لهم

كما يَفْعَلُ الدهرُ حُلواً بِمُرْ

وَعِشْ جابراً عَثَرَاتِ الزَّمَانِ

فَما فيهِ غيرَكَ شيءٌ يَسُرْ