إنما الناس من حذار النزال

إنّما الناسُ من حِذارِ النِّزالِ

طلَبوا الطّعْنَ بالرِّماحِ الطِّوالِ

واستَلانوا الطِّرادَ إذْ كانَ بينَ ال

كرِّ والفرِّ راحةٌ في القِتالِ

كلّهُم يؤثِرُ الفراغَ ولا يَعْ

لَمُ ما في عواقبِ الأشْغالِ

غيرُ مُسْتَصغرِ العظائمِ تاج ال

مِلّةِ المستقل بالأهْوالِ

لا طَوى حَديثَكَ يا عَضُدَ الدو

لةِ كرُّ الشّهورِ والأحْوالِ

إنما الدّهرُ ملبسٌ أنتَ تُبلي

ه وتُفْني أيامَه واللّيالي

هو يَفديكَ بالحُشاشةِ والأع

زل يَفدي يَمينَهُ بالشِّمالِ

أيَّ شيءٍ أقولُ أو أتمنّى

لكَ يا واحِداً بغيرِ مِثالِ

قَصّرَتْ عن مَداكَ بادرةُ الدّهْ

رِ ولا زلتَ جامحَ الاقبالِ

تتخَطّى بكَ المَطالبُ أشْرا

كَ المَنايا ومُطْمِعاتِ الخَيالِ

حينَ لا تُحْجَبُ الأسنّةُ في الرّوْ

عِ إذا استأذنتْ على الآجالِ

وتكونُ الدروعُ بالضيمِ والإش

فاقِ أولى من أُمَّهاتِ الرِّجالِ

ما يُؤدي الحجيجُ شكرَ أيادي

كَ ببذلِ النفوسِ والأهوالِ

رهبتْ سَخْطَكَ المفاوزُ فانْضَمْ

مَتْ بأطْرافِها إلى الأميالِ

وكفتهم طيَّ الفلاةِ فلم تش

كُ ظهورُ المطيِّ مسَّ الرِّحالِ

تتثنّى تحتَ الهَوادجِ في رو

ضٍ أنيقٍ ومشربٍ سَلسَالِ

وذُنوبٍ عاذتْ بعَفْوكَ فتناسيتَها

تَناسي النّوالِ

أمِنَتْ خيلَكَ النوائبُ حتّى

أمِنتْ فترةَ السُّرى والكَلالِ

واستخفتْ بالدّارعينَ فما تَطْ

لُبُ إلاّ مقاتلَ الأبطالِ

وملوكٍ أفنيتَ صبرَ الفتى الصّا

برِ منهُم وحيلةَ المُحْتالِ

صقلوا بالجِلادِ والقَينُ يُعطي

كَ فِرِنْدَ الحُسامِ بعدَ الصِّقالِ

وبنو الأصفرِ المصاعبُ لم تُنْ

جِهم منكَ عِصمة الأوعالِ

والحصونُ المحلِّقاتُ التي أب

وابُها كالشِّعابِ في الأجبالِ

رُبَّ أمرٍ يَراهُ رأيُكَ سَهْلاً

وتَراهُ الجُيوشُ صَعْبَ المَنالِ

نافَسَتْني فيكَ الأقاربُ والأه

لُ وأنكرتْ إخوتي والمَوالي

كنتُ غُفلاً حتى وسمتَ بمعرو

فكَ رِقّي يا واسمَ الأغفالِ

عَجَباً كيفَ لا يضيعُ صغيرُ ال

أمرِ في عُظْمِ هَمِّكَ الجَوّالِ