بنى مقن داووا ضعائن عامر

بنى مَقَنٍ داووا ضعائنَ عامرٍ

وكونوا يداً ضَمَّتْ اليها الأصابعَا

أعينوا النَّدى بالحِلْمِ والحِلْم بالنَّدى

ولا تَحقِروا المتبوعَ مَنْ كان تابعَا

فانَّ سَمِينَ اللحمِ يحمِل غَثَّه

فَينمى وبعضُ النُّصحِ يَذهَبُ ضَائعَا

ولا تَنفِسُوا انْ تنصِفوا فَتُسَوِّدوا

غريباً فقد سادَ العشيرة يافعَا

دعوه يكن انْ صرحَ الشَّرُ ذائداً

وفيكم اذا لم يُقْبَل العذرُ شافعَا

يَحُزُّ فلا يُخطى المفاصلَ حَزَّهُ

ويَفتلُ أَفواهَ العروقِ المباضعَا

وَمَنْ ككمالِ الدولةِ القَرْمِ فيكم

اذا الحقُ لم يَعدَم من الناسِ مانعَا

وجهز في اغراضكم كلُّ مادحٍ

بَضَائِعَ ما يُثمرن الاَّ الوَضائعَا

ومن مِثلُه فيكم اذ الخيلُ نَهْنَهَتْ

وقد وَرَدَتْ وِرْدَ الحماء ضوائعَا

وَمُدَّ رِواقُ النَّقعِ وافتُرِشَ القَنَا

وكان عُقَابُ الموتِ لا بدَ واقعَا

رأَيتُ غريباً في جلالةِ قَدرهِ

بعيداً قريباً عالياً متواضعَا

غريبٌ غريبُ الكيدِ والهم والمُنى

غريبُ الكَرى لا يَسْتَلذُّ المَضَاجعَا

كعاليةِ الخَطىّ في يدِ ثائرٍ

يَخُبُّ اذا ما هزَّه متتابعَا

وما زال مذ مدَّ الرِّهانُ عِنَانَا

يُقطِّع أَنفاسَ السوابقِ وادعَا

والاَّ فكونوا مثلَ بكرٍ وتغلبٍ

غَداةَ أَبَوْا في الفَخرِ الاَّ تواضعَا

تُسلُّ بأيديهم عليهم سُيُوفُهُمْ

وفيهم يَهزون الرِّماحَ الشوارعَا

وأَرث جَسَّاسُ بنُ مُرَّةَ فيهم

سَنَا لَهَبٍ لا يَبرحُ الدهرَ ساطعَا

وَصَدَّعَ حيّاً لو مَعَدّاً غزتْهُمُ

لسَاقوهم كأساً من السّمِ مُنقَعَا

أقيموا قناةَ المجدِ وارعوا محلةً

وخِرقاً لكم من جانبِ الارضِ واسعَا

وكفوا عن المولى العنودِ أَذَاكُمُ

اذا كانَ منكم بالهَوادَةِ قانعَا

فانْ لم يكنْ الا الحُسام وسله

فموتوا كِراماً واستطيبوا المَصَارعَا

بِسُمْرٍ يُرقرقنَ الدِّماءَ بواكياً

وبيضٍ يُضاحِكنُ البُروقَ لوامعَا

وشُعثِ الهَوادى من سُلالةِ أَعوجٍ

طِوالِ الهَوادى قد عَجَمْنَ الوَقائِعَا