تركت التلوم للفاتر

تركتُ التَّلَوُّمَ للفَاتِرِ

وشَمَّرتُ هَرْوَلَةَ الحَادِرِ

وما زلتُ أَرغبُ عن رغبةٍ

الى غيرِ ذِي الخُلقِ الوافِرِ

اذا لم أَجدْ ليدي مِنَّةً

تَعَلَّقتُ بالنَّافِعِ الضّائِرِ

لِخُرَّةَ فيْرُوْزَ يهدى الثَّناء

وَمَنْ مِثلُه للفَتى الزائِرِ

أُؤملهُ لدفاعِ الخُطُوبِ

وأَرجوهُ للزَّمنِ العاثِرِ

وَصَدَّقَ ظَنّي بهِ خُبْرُهُ

ومنفعةُ الظنِّ للخَابِرِ

يُقصِّرُ عنهُ لِسانُ البليغِ

ويَفضُلُ عن مُقلةِ النَّاظِرِ

جَريءُ الجَنانِ يُلاقي الحُسامَ

بأكرمَ من حَدِّةِ البَاتِرِ

لَوى قَسْطلَ الخيلِ عن أَرَّجَا

نَ راضٍ بحكمِ القَنا الجَائِرِ

بعيدُ الهُمُومِ يَسُومُ الجيادَ

معالجةَ الخِمْسِ في نَاجِرِ

مَواقعُ آثارِهِ في البلادِ

مَواقعُ سَيلِ الحَيا الماطِرِ

يُنَازِعُكَ الملكَ مَنْ هَمُّهُ

مُلاعبةُ الصَّقْرِ للطَّائِرِ

وَهُمْ حينَ تَطرُقُهُمْ مُويدٌ

يَنامونَ عنْ ليلكَ السَّاهِرِ

أَبى ذاكَ نهضُكَ بالمثْقَلاتِ

تِ وصبرُك والكيدُ للصَّابِرِ

وأَنكَ لا تَرقدُ المطمئنْ

نَ الاَّ على سُنَّةِ الحَاذِرِ

وأَنتَ أَحَقُّ بأَهْوالِهَا

اذا قيلَ هَلْ من فَتىً جَاسِرِ

وما الصبحُ أَسفرَ للناظرين

بأَوضحَ من حَقِّكَ السَّافِرِ

اذا ما رأَيتُكَ فوقَ السَّيرِ

ذكرتُ أَباكَ مع الذَّاكِرِ

كأَني أَرى عَضُدَ المكرمَا

تِ يَرْفُلُ في عِزِّهِ القَاهِرِ

مكباً يُديرُ عَوِيْصَ الأُمو

رِ كَيساً على كأْسِهِ الدَّائِرِ

ويُخفي على الناسِ أَسْرَارَه

فما يَعْلَمونَ سِوى الظَّاهِرِ

لأَرْوَعَ يَرفَعُهُ الناسبون

الى الشَّمسِ والقَمرِ البَاهِرِ

فيا مَلِكَ الأرضِ لي حاجَةٌ

نَداكَ على نيلِها ناصِري

وأَنتَ مليءٌ بانْجَازِها

وما جادَ كالواجدِ القَادِرِ

وعَوَّدْتَنِي عادةً في اللقاءِ

من البِشرِ والكرمِ الغَامِرِ

اذا ما تأَمَّلَهَا الحَاسِدو

نَ كَرّوا لها نَظْرَةَ الثْائِرِ

وكم لكَ عنديَ من نِعْمَةٍ

يُقَلَّصُ عنها مَدى الشَّاكِرِ

مَلأتَ سَمائي وأَرضي بِهَا

فكنتَ بها غَيرَ مُسْتَأْثرِ