تعرى كل أرض من فتاها

تُعَرى كلُّ أرضٍ من فتاها

ولا تَعرى المعرّةُ من نَجيبِ

تردَّينا إليها كلَّ جَفنٍ

يَغُضُّ على لواحِظِ مُستريبِ

له من سيفِهِ شطرٌ يَقيهِ

وشطرٌ ينتضيهِ كاللّهيبِ

يُجَلّي ما وراءَ اللثمِ منّا

فسِرْنا والدُّجى عينُ الرّقيبِ

تُودْعنا رماحُ بني عَديّ

وداعَ أخي المحبةِ والحبيبِ

على أكتافِنا وعلى طُلانا

أسَنّتَهنّ تلبُدُ للوثوبِ

ويذعَرُها تلفُّتُنا إليها

فتسقُطُ أوْ تَزِلُّ عن الكُعوبِ

وتَنشبُ في الخُدودِ إذا غَفَلنا

فيحسَبُ أنّها وَخَطُ المَشيبِ

نُحيي شخصَهُ ويقولُ أهلاً

تبدلُنا الطَلاقة بالشُحوبِ

بياضُكَ في الشعورِ نُهىً وحلمٌ

وجهلٌ في المهندةِ الغُروبِ

علِمنا ما جهلتَ من اللّيالي

فليسَ يُفيدُ عِلماً بالخُطوبِ

وحيّانا غلامٌ من كلابٍ

شَمائِلُهُ سِهامٌ في القُلوبِ

ردَدْتُ سَلامَهُ ورأيتُ فيه

مخائلَ لا تَخيلُ على أريبِ

فقلت ألا تذمُ من الأعادي

فقال بلى ومن طولِ السّهوبِ

أُريكَ الشّمسَ في حمصٍ فَتاةً

وقد عَنَسَتْ بقَوعَةَ للمغيبِ

سحابةُ ليلةٍ لا غزرَ فيها

لرَجْلِكَ غيرَ سيركَ واللغوبِ

فَيا غلاّقُ لا غلاقُ خَيرٍ

ولكنْ أنتَ فرّاجُ الكُروبِ