تنفست محزونا وليس تنفسي

تنفّستُ محزوناً وليس تَنفُّسي

على مَطعم من الحياةِ ومَلبَسِ

سِوى أنّ مالي عاذِرٌ عن خليقَتي

وأنّي على الأقْتارِ أُعطي وأنتَسي

فيا رُبَّ ماءٍ قد ذَعَرْتُ وحوشَهُ

وأطيارَهُ والصبحُ لم يَتَنفّسِ

بحرفٍ إذا حنّتْ أقولُ لها قِرى

بُغامُكِ تغريدي وظهركِ مَجلِسي

فإنّي وصُحبى بالثّنيّةِ أنْ سَرَوْا

سَرَيتُ بهم أو عَرّسوا لم أُعَرِّسِ

إذا اتّسعتْ أرضٌ وضاقتْ مَعيشضةٌ

لبستُ ثيابَ الفاتكِ المُتَغطْرسِ

فَيا ليتَ شعرَ الأروعِ ابنِ نُباتَةٍ

بأيِّ صروفِ الدّهْرِ لم يتمرسِ

أفي كلِّ يومٍ عثرةٌ بعد عثرةٍ

يكرِّرُ فيها نظرةَ المُتفرسِ

هل العيشُ إلا نِقمةٌ أثرَ نِعْمَة

أو العُمْرُ إلاّ مَقْطَفٌ أثرَ مَغْرَسِ

أتاني حديثٌ منكَ أوحشَ حاسداً

كنوداً وباتَ الليلُ خِلّي ومؤنِسي

بأيِّ يدٍ أولَيتني منكَ نِعْمَةً

فدتْكَ صدورٌ من تميمٍ بأنفُسِ

وراحتْ عليكَ المكرُماتُ وروّحتْ

بكلِّ طليقِ الوجهِ لم يتعبَّسِ

فما حازمٌ قد قَوّمَ الدّهرُ ميلَهُ

إذا لم يقوِّمْ جانبيهِ بكيِّسِ