جرت لك بالذي تهوى السعود

جَرَتْ لكَ بالذي تَهوى السُّعُودُ

وأَعطتكَ المقادرُ ما تُريدُ

ولا زالت عداتُك كلَّ يوم

يُحكّمُ في جمَاجِمِها الحَديدُ

خبأتَ لها مَصُوناتِ المَواضي

كما خَبَأَتْ مخالِبَها الأُسُودُ

ودون مكائدِ الأَعداءِ كيدٌ

وجَدٌّ ما تزاحمه الجُدُودُ

منيعٌ ليس تملِكه الليالى

فَتَقْضى منه شيئاً أو تزَيدُ

أَقم قَصَبَ الجيادِ على وَجَاهَا

وان أَزرى بها الأملُ البعيدُ

وَسَرْبلها عَجَاجَةَ كلِّ يومٍ

يُنَفِّرُ من مَجَاثِمِهِ الصَّعِيدُ

كأَنَّ جَراولَ الصِّوَانِ فيهِ

لأرجلها وأَيديها قُيُودُ

فَأَنتَ لها إذا اعْيَتْ رُقاهَا

وكانَ الأمر أَهونَه الشَّديدُ

وكن كأَبيكَ تُنْكِرُهُ الهُوينا

وتَعرِفُهُ المطرقةُ الوَلُودُ

سقته السَّارياتُ ولا أَغبَّتْ

زيارته البوارقُ والرعودُ

فقد كانَ الرجاءُ يسيحُ فيهِ

ويكفى من عُقُوبتهِ الوعيدُ

أراني لا يسيرُ سِوى مَقالي

وان كثرُ التَّشَادُقُ والنَّشِيدُ

اذا خانَ الوفيُّ وأَدركتهُ

مَدَاركُهُ وضُيِّعَتِ العُهُودُ

فانَّ لكم على الأَيامِ عندى

ثناءً لا يحولُ ولا يَبِيدُ

تناهبَه الرواةُ بكلِّ أَرضٍ

كما يَتَنَاهَبُ الثَّمَدَ الوُرُودُ

غرامٌ لا يَحيرُ اليأسُ مِنْهُ

وَحُبٌّ رَثُّهُ أَبداً جَدِيدُ