رقت لنا حين هم السفر بالسفر

رقت لنا حينَ همَّ السفرُ بالسفرِ

وأَقبلتْ في الدُّجى تَسعى على حَذَرِ

راضَ الهَوى قلبَها القَاسي فجادَ لنا

وكان أَبخلَ من تموز بالمَطَرِ

رأَت غَدَاة النوى نارَ الكليمِ وقد

شبَّتْ فلم تُبقِ من قلبي ولم تَذَرِ

رشيقةُ لو تراها عندما سَفرَتْ

والبدرُ ساهٍ اليها سهوَ معتَذر

رأَيتُ بدرينِ من وجهٍ ومن قمرٍ

في ظِلَّ جِنحينِ من ليلٍ ومن شَعَرِ

رشفتُ دَرَّ المحّيا من مقبّلها

اِذْ نَبهْتني اليها نسمةُ السَّحَرِ

رنتْ نجومُ الدُّجى نحوي فما نظرت

مَنْ يرشفُ الراحَ قبلي من فمِ القَمَرِ

راقَ العتابُ وأَبدتْ لي سَراَئرهَا

في ليلةِ الوصلِ بل في غُرّةِ الغمرِ