سقى رصد الاشراط ساكن حفرة

سَقى رَصَدُ الاشراطِ ساكنَ حفرةٍ

بفارسَ مردودٍ عليها الرَّدائِدُ

ولا زال يُجدي قبرَه وهو معدِمٌ

كما كان يُجدي كفَّه وهو واحدُ

عليلٌ أَسَرَّ اليأسُ منه طبيبَه

وغيبَ عنه رهطُه والعوائدُ

خليليَّ ما بعدَ الغرامِ تجلدٌ

ولا بعد فيضِ الدمعِ للدمعِ ذائِدُ

أَقِلاَّ فانَّ العيشَ مالٌ وصحةٌ

اذا عُدِمَا لَمْ يحمَدِ العَيشَ حامِدُ

ولا تأمنا لُبسَ السَّقامِ أَمنتما

جريرتَه فالسقم للموتِ رَائِدُ

هما الطالبانِ المدركانِ كلاهما

غَزِيٌّ على قَبضِ النفوسِ مسانِدُ

أَلم تألما أَنَّ الديارَ تنكرتْ

وأوحشَ منها ربعُها والمَعَاهِدُ

وانَّ أَثافيها على الهجرِ والقِلى

سَلمنَ ولم يَسلم من الحيِّ ناشدُ

أَيادي سَبا طارتْ بهم غربةُ النوى

فهم بين آفاقِ البلادِ بَدَائِدُ

فقبرٌ بشيرازَ يهيلُ تُرابُهُ

وقبرٌ بجيٍّ فوقه التُربُ لا بدُ

وبالرملِ من غربي دجلة ماجدٌ

أربَّ عليه الواكفُ المتعاهدُ

رأَيتُ أَبا الريانِ لم تحمِ نفسَه

من الدهرِ زَبُّوناتُهُ والمكائدُ

تَدَيَّرَ بالزوراءِ داراً مزارُها

قريبٌ ولكن نفعُها متباعدُ

فتى بليتْ أَوصالُه وعظامُه

وما بليتْ آثارُه والمحامدُ

مجاورَ حيِّ من لؤي بنِ غالبٍ

قبورهم للزائرينَ مساجدُ

رَبَا تُربها الزاكي ورشَّحَ نبتُه

ورنَّح منه غصنُه المتعائدُ

اذا أَقلعتْ خرساءُ واهية الكُلى

حَدَاهَا حَبيٌّ جلجلتْهُ الرواعدُ

ألا ليتَ شِعري ما يريدُ بنسله

وثروته هذا الدبا المُسَافِدُ

يَهَابُ الفتَى فقدانَ ما هو واجدٌ

ولو لم يجد ما هابَ ما هو فاقدُ

أَرى المرءَ فيما يبتغيه كأَنما

مداولةُ الأيامِ فيهِ مَبَاردُ

اذا ما قضى يوماً من الدهرِ حاجةً

طوى طرفاً من عمره وهو جَاهدُ

تعلةَ لاهٍ ما تعمَّدَ كونه

فَيُجزَى فساداً بالذي هو عامدُ

ويصطدِمُ الجمعانِ والنقع ثائرٌ

فيسلم مقدامٌ ويهلكُ حائدُ

ومن لم يمت بالسيفِ ماتَ بغيرهِ

تنوعتِ الأسبابُ والداءُ واحِدُ

وفتكَ الليالي يا ابن حمدٍ صروفها

ولا عادِ من مكروهها لكَ عائدُ

ولا قطرت من ماءِ جفنكَ قطرةٌ

على هالكٍ الا ولبّكَ شاهدُ

وكيفَ تُرى مستخذياً لمصيبةٍ

يعزيكَ فيها خاذلٌ أَو مساعدُ

وعن مثلها عزيتَ بالأمسِ صاحباً

فهل أَنتَ فيما قلتَ بالأمسِ زاهدُ

أَقيموا لها يا آل حمدٍ ظهوركُم

وان قيلَ انَّ العمَّ والخالَ والدُ

وصبراً على رَيبِ الزمانِ فانَما

لكم خُلقتْ أَهوالُه والشدائِدُ