شفاء النفس أن ترد الغمارا

شِفاءُ النفسِ أنْ تَرِدَ الغِمَارا

وتَعْرِف من دِيَارِ الحَيِّ دَارَا

تَحَيَّرتِ النطافُ بها وفاضَتْ

ومرَّ السَّائراتُ بهَا مِرارَا

ذكرتُ أَبا نَعَامَةَ والمَطَايا

وأَياماً لبستُ بها المُعَارَا

وما ذَنبي اذا أَحببتُ خِرْقاً

من الفِتيانِ يَحْتَلُّ القِفَارَا

أُنَبِّهُ منه في الظَّلماءِ صَقْراً

رأى طيراً تَمُرُّ به فَطَارَا

أَمِنتُ مُواربي وَيَدِبُّ خَتلاً

الى الأَعداءِ مَنْ هَابَ الجَهارَا

فما أَخشىَ الذي نطقتْ عدِي

ولو مَلأَتْ عليَّ الأرضَ زاراَ

ومنْ ضَرْبِ الاعز أَبي شُجاعٍ

فتى باهى به التاجُ السِّوارَا

دعوت وما دعاؤُكَ من بعيدٍ

غياثَ الأمةِ الملكَ النُّضَارَا

فكان أَحقَّ من عُرِصَتْ عليهِ

رياط الحَمْدِ فاختارَ الخِيارَا

حَذَارِ من المُضاحكِ في قُطُوبٍ

حَذارِ وانْ أَمِنْتَ به الحِذَارَا

فما السرحانُ أَهدتْ ريحُ نجدٍ

الى أُذنيهِ من خِشْفٍ جُؤارَا

بأَصدق عزمة منه وأَمضى

اذا ما عاجزُ القوم استَشَارَا

تُذكرني اباكَ نهىً وحلماً

فما أَنْفكُّ وهماً وادّكارَا

أَناةً حينَ لا يُغنى بِدَارٌ

وتشميراً اذا ركبَ الغِوارَا

غداةَ سما بِجَرّار لهامٍ

تُريكَ الليلَ بَزَتُهُ نَهَارَا

قضى من جازرِ الاملاكِ نحباً

وكان لآلِ حمدانٍ بَوارَا

رأَوها بالخوامسِ عابراتٍ

سَنَابكُهُنَّ تمتاحُ الغُبَارَا

وَضَمَّهُمَا المسيرُ الى دُجيلٍ

فباتا يَقسمانِ بهِ الشِّعَارَا

مَبيتَ الياسرينَ على خِطارِ

أَجالا بينَ رأيهمَا قِمَارَا

حَلفْت بمن تظلُ بنو لؤى

لِطاعته يَعُدونَ الجِمارَا

لَيومٌ فيه دولتُكَ استهلتْ

احق من العروبةِ أَنْ تُزارَا

وثقنا بالزيادةِ حين جاءتْ

عَشيَّةَ فارقَ القمرُ السِّرَارَا

أَنافتْ كالبَواذخِ من بَثيرٍ

وقرتْ منكَ جلْصصَتُهُ قَررَا

أَراكَ اللهُ سؤلكَ في الاعادي

ولقَّاكَ الغنيمةَ واليَسَارَا

ونهنهَ عنكَ باذرةَ الليالى

ولا أخبى لكَ الحدثانُ نارَا

فأَنتَ أَعمُّهُم كرماً وَجُوداً

وأَفاهم اذا عَقَدُوا جِوارَا

رويداً انَّ مَطْلَبَهَا قَريبٌ

اذا المِرِّيْخ في الافقِ استنارَا

اذا أَعْدَدْتَ مُشعلةً أَعَدُّوا

لها الاحلامَ والهممَ القِصَارَا

زمانٌ سَرَّنَا بكَ ثم أَضحى

يَسُرُّ بكَ المُشَعْشَعَةَ العُقارَا

ويومٌ حسبُهُ شَرفاً وَمَجْداً

بأَنَّ الملكَ فيهِ اليكَ صَارَا