قل للذي بذ الشيع

قل للذي بذَّ الشِّيَعْ

وقارعوهُ فَقَرَعْ

لا خابَ منكَ المُرتَجَعْ

ولا نأَى عنكَ الطَّمَعْ

كاليومِ انْ مرَّ رَجَعْ

والبدرِ انْ غابَ طَلَعْ

قد جاءَك الدَّهرُ الجَزعْ

معتذراً مما صَنَعْ

أَرادَ ضُراً فنفعْ

يا قربَ أَمنِ من فَزِعْ

وضَحِكٍ بعدَ زَمَعْ

كأَنَّما كانَ وَلِعْ

فَداكَ كلُّ مُصْطَنَعْ

يخلِط بُطْأً بِسَرَعْ

كأَنَّهُ الذئبُ خَمَعْ

لما رآكَ في الخِلَعْ

عاينَ هَولَ المُطَّلَعْ

أَنفاسُه ما لم تُدَعْ

ترومُ تقويمَ الضِّلعْ

كانَ ضَباباً فَانقَشَعْ

غرَّ عيوناً وَخَدَعْ

يا بُؤْسَ للشاءِ الرُّتَعْ

بينَ ثَنِيٍّ وَجَذَعْ

يَبِتْنَ في مَرْعَى السَّبُعْ

مُستعصماتٍ بالجَزَعْ

اليكَ والشَّكوى ضَرَعْ

أَشكو مَلولاً لم يَدَعْ

للعُذرِ عِندِي مُتَّسَعْ

أُذناهُ للقلبِ قِمَعْ

فليس الاَّ ما سَمِعْ

حُطْنَاكَ والطَّعْنُ دُفِعْ

والسيفُ ما مَسَّ قَطَعْ

ولم نكن كمنْ رَتَعْ

في عرضكم فَمَا شَبعْ

انا اذا النَّقْعُ سَطَعْ

وطارتِ البِيضُ قَزَعْ

وَبَلَغ الركْضُ الظلعْ

وفرَّ أَبَناءُ الطَّمَعْ

وكلُّ عِزٍّ مُخْتَدَعْ

وآلَ صَبرٌ فَرجَعْ

الى المشيبِ والنَّزَعْ

أَهلُ الحِفاظِ والوَرَعْ

لا تأمنوا حُراً ضَجَعْ

هَجَعْتُمُ وما هَجَعْ

انَّ الرئيسَ ذا البِدَعْ

وذا الفَعَالِ المُخْتَرَعْ

يَطْلُبُ أماتِ الشِّرَعْ

لِمْ حُثَّ سَهْمٌ وَمَزَعْ

كالبَدَوِيّ المُرْتَبِعْ

أَفلتَ من فَكِ الضَبُعْ

حتى اذا قيلَ قَنَعْ

بِلَسِّ وشْمٍ لم يُطِعْ

أَمرَعَ وادٍ فانتُجِعْ

تحمي مُراراً فيضَعْ

ميسمُهُ على الوَجَعْ

كُوانوا له الدَّهْر تَبَعْ

لَعَلَّهُ يومَ الهَلَعْ

يَذُبُّ عنكم أَو يَزَعْ

انْ لم يُطِقْ مَنْعاً شَفَعْ

رُبَّ مَرَامٍ مُمْتَنِعْ

فيه الرجالُ تَضْطَرِعْ

لم يَرضَ فيه بالخُدَعْ

كابَرَهُ حتى بَرَعْ

لا نالَ خَلْقٌ ما مَنَعْ

ولا علا شيءٌ وضَعْ

دُونكَها لم تُفْتَرعْ

مِنَ القُلُوبِ تُنْتَزَعْ

يُصْغِي اليها المُستَمِعْ

لم يَسْتَمِلهُ بالخُدَعْ

بها اللبيب واللُكَعْ

طَلقُ اللسانِ مُنْدَرعْ

كأَنَّها لم تُبْتَدَعْ