لا يتلافى المشفي على عطبه

لا يَتلافى المُشْفِي على عَطَبهِ

وعاسلاتُ الرماحِ تحْدِقُ بِهْ

أَلا كريمٌ يَذودُ عنه كما

يذودُ عن أَهِله وعن نَشبِهْ

يشرع في نحرِهِ السِّنانُ ولا

يشرعُ كفُّ العَدوِّ في سَلَبِهْ

يسعى الفتى في الحياةِ مُجْتَهِداً

وانما سعيُه الى عَطَبِهْ

كراكبِ الخِمْسِ غيرَ مُتَّئِدٍ

يُقَرِّبُ منه الوُرُوْدَ في قُربِهْ

وهلْ حياةٌ للمرءِ نافعةٌ

تنفُدُ في كدِّهِ وفي تَعبِهْ

من لم تؤدبهُ نفسُه قَعَدَتْ

هِمَّتُهُ بالكثيرِ من أَدبِهْ

قد وعظَ الدهرُ كلَّ ذي أَملٍ

يَهْرُبُ من صِدْقِهِ الى كذِبِهْ

لو أَنَّ شيئاً من صَرفهِ عَجَبٌ

كانَ غرورُ الرجالِ من عَجبِهْ

مستيقظٌ لا يَرى مُحَاربَهُ

ونائمٌ لا ينام عن طَلَبِهْ

يلهو عن الشُّغلِ بالفَراغِ ومنْ

يسألُ حظَّ السَّعيدِ عنْ سَببِهْ

يتعب فيه بكلِّ جارِحَةٍ

فنحنُ لا نستريحُ من تعبِهْ

مَن رفعَ الهمَ عن مَطامِعِهِ

أَرفعُ من دُرِّهِ ومن ذَهَبِهْ

ما لِحَمَامِ الأَراكِ منتشياً

يَحْسَبُ شَوقي والحُزْنُ من جَلبِهْ

بل رامَ في الحُبِّ أَنْ أُساعدهُ

وأَينَ جِدِّيَ في الحُبِّ من لَعِبِهْ

لا وجلالِ العُلا وتُربةِ اس

ماعيلَ ما لمته على طَربِهْ

وهلْ يلامُ الفَتى على خُلقٍ

كانَ قبيلَ الرضاعِ يلهجُ بِهْ

وبالحُسَامِ الذي حمائِلُه

لُدْنُ القَنا والسيوفُ من قُربِهْ

أَعني الذي حارَ فيهِ واصفُه

كافي الكفاةِ المظلومَ في لقبِهْ

لهفي على الفارسِ الذي كانتْ ال

أَقلامُ من سُمْرهِ ومن قُضبِهْ

عَهْدي به تأنس العُفَاةُ بهِ

ويستعيذُ الأَعداءُ من رَهْبِهْ

ما قُضُبُ الهندِ في نُحُورِهُمُ

أَمضي ببطنِ القِرطاسِ من قَصبِهْ

أَينَ الاشاراتُ والبلاغةُ وال

ايجازُ في لفظهِ وفي كتبِهْ

وأَينَ من يهتدي الهداةُ به

زالَ فزالَ الجَدْيُ عن قُطُبِهْ

نالَ من المكرمَاتِ غايتَهَا

مُنْتَسِبُ ينتَمي الى نسبِهْ

مَنْ شَرَفُ النفسِ والفعال لهُ

نارُ زِنادٍ تُغنيهِ عن حَطَبِهْ

لا يظهرُ البِشْرُ في رِضَاهُ ولا

يُعرفُ وجهُ القُطُوبِ في غَضَبِهْ

يُحْسَبُ جوعان من صداه وقد

يُحسَبُ حيناًظمآنَ من سَغَبِهْ

على مَجالِ الزمانِ معترضاً

يحولُ من سَرجهِ الى قَتَبِهْ

تهلِكُ ريحُ الشمالِ اِنْ عصَفَتْ

في ركضهِ والجَنوبُ في خببِهْ

الجو والأرض والفضاء معاً

تضيقُ عن قصده ومُضطربِهْ

للشمس في أَوْجِهَا اذا صَعَدَتْ

مرتبةٌ في الدنوِّ من رتبِهْ

يعلم والحمدُ من مكاسبه

أَنْ ليس حمدٌ الاَّ لمكتسبِهْ

انْ كانَ رزقُ الحريصِ يطلُبهُ

فما به حاجةٌ الى طلبِهْ

ما لُؤلُؤُ البحرِ في مواهبه

الا كما يضمحلُ من حَببِهْ

ليتَكَ تدري وأنتَ مقتدرٌ

بعدَكَ ما نابتِ النوائب بِهْ

اِنَّ خُراسانَ جاشَ مِرجلُها

وعادَ رئبالُها الى كَلَبِهْ

وانتفضَ المُلكُ بعدَ مَاسِكشهِ

أَيُّ رباطٍ للعَظْمِ من عَصَبِهْ

اِذاً لروعتها بذي لَجَبٍ

يَصْخَب مَرْوُ البلادِ في صَخَبِهْ

لا يدفعُ الناسُ ما قَضاهُ ومَنْ

يدفعُ صوبَ السَّحَابِ عن صَبَبِهْ

قالوا عليلٌ فقلتُ ليتَ بِنَا

ذاكَ الذي يشتكيهِ عن نَصَبِهْ

مِنْ حَسَدِي فيه ما أَلم بهِ

أَحْسُدُ أَعضاءَهُ على وصبِهْ

يا ليتني كنتُ من ملابسهِ

في التربِ أَولا فكنتُ من تُرَبِهْ

ما لزمانٍ عَدا عليهِ عَدّتْ

عليه أُمُّ الربيقِ من نُوبِهْ

يأخذُ ساداتنا ويتركُنا

مستشفياً بالحُكاكِ من جَرَبِهْ

لا صَحِبَ العيشَ بعدَهُ أَحدٌ

واستَلَبَ القطعُ كفَّ مُسْتَلبِهْ