لحا الله الجزيرة من بلاد

لَحا اللهُ الجزيرَةَ من بلادٍ

ولا حَيّا مُحيّاها بمُزْنِ

فإنّ بها يقيني عاد شَكّاً

وأصدقُ من يقينِ الناسِ ظَنّي

دعا حَوذانُها إبلي فقالتْ

ألا لا أشْتري عُشْباً بمَنِّ

وتهتِفُ بي ألا تمْتاحُ أهْلي

أأَهْلِكُ ليتَ أمي لم تلِدْني

فضُمّي يا نَصِيْبِيْنُ الحَواني

على ما فيكِ من طيبٍ وحُسْنِ

فلو في القَيظِ جِئتُكِ رَهنَ عَشْرٍ

لما ألقيتُ في الهِرْماسِ شَنّي

ولا استقيتُ فيكِ سوى العَوالي

وبِيضِ الهندِ من ضَربِ وطَعْنِ

بلادٌ ما رأيتُ بها صديقاً

ولا النصلَ الذي يَحويهِ جَفْني

أَبيضَ المشرفيةِ إنّ سيفي

رعى للهامِ ما لم يَرْعَ منّي

ولو ذاقَ المَذلّةَ من نَميرٍ

أصابَ بني عُقيلٍ بالتّجَنّي

فتطمعُ أن تَمَلّكَ بالتَواني

وقد عرّضتَ حالكَ للتظنّي

ولم ترْعَ اللّبيبَ بمُلْجَماتٍ

تَبُذُّ تجاربَ الرجلِ المُسِنِّ

فإما أنْ تَزورَ بني عديٍّ

وفي رِجْليكَ أحْجالٌ تُعني

وإمّا أن تزُورَهُمُ بجيشٍ

يُصَدَّقُ كلّما زَعَمَ التّمنّي