لماذا أنت في الدنيا تخاف

لماذا أنتَ في الدُنيا تخافُ

وعندكَ من حوادثِها انتِصافُ

لسانُكَ والسّنانُ وما تَردّى

إلى الأعداءِ أسبابٌ لِطافُ

فإنْ خانتْكَ أبكارُ القَوافي

فبردكَ لا يخونُكَ والعِطافُ

إلى كم ذا الغرامُ بكلِّ فجٍّ

وكم هذا الترددُ والطَّوافُ

وتجهيزُ المديحِ إلى رجالٍ

لهم هِمَمٌ وأجسامٌ نِحافُ

يقوتُهُمُ من الزادِ المهيّا

روائِح شمهِ فهمُ عِجافُ

وصارَ الدّهرُ بعدَ فراغِ عزْمي

بمجهلة يضِلُّ بِها الثِقافُ

إذا ما شكّ في شيْءٍ أتاني

لأُفهِمَه فقد زالَ الخِلافُ

ولستُ بآمنٍ منه نُبوّاً

يَطولُ به التّشاجرُ والقِذافُ

وخَوفُكَ من أمنتَ نهىً وحزمٌ

لأنّكَ خائِفٌ ممّنْ تَخافُ