هل لك فيه يا ابن حمد كما

هل لكَ فيهِ يا ابنَ حمدٍ كما

تؤثرُ من بسط ومن قَبضِ

كأَنَّ هاديهِ اذا عِجتَه

يَرغَبُ بالبعضِ عن البعضِ

فكلَّما زدتَ الى جيدِه

عِنَانَه ذادَك في الركضِ

طوراً وطوراً زيغُ مُرانِهِ

تلعبُ بالتثقيفِ والعَضِّ

كأَنه البرقُ اذا رِعتَه

أَو هربُ السهمِ مِنَ النبضِ

من آل حلابٍ سَرى عِرقُه

فنالَ أَقصى سِرّها المَحضِ

منغَمِسٌ في مائِها منقعُ

يعطيكَ أَو يَجزيكَ بالقَرضِ

تذعرُ منه ناشِطاتُ المَلا

بكوكبٍ في الجَوِّ منقَضِّ

مطرداتٌ ككعبوبِ القَنا

أَو لُؤلُؤٍ في السلكِ مُرفَضِّ

وهي اذا طالَ بها طيلُها

كأَنما تفخرُ في رَبضِ

اذا سما في صَيَدٍ رأسهِ

أكرمتُ فوديهِ عن العضِ

تقريبُه أَدبُ خداريةٍ

الى سليلٍ خَدِرِ النهضِ

لا عيب فيه غيرَ تيسيره

وأَنه يمشي على الأرضِ

لعله ينعلُ في نقعه

قوماً تلافيتَ من الدَّحضِ

لك الذي في العَظمِ من نَقيهم

وما على العَظمِ من النحضِ

من هادمٍ ينبيكَ أو ناقضٍ

ينشُجُ ما أَوليتَ بالنقضِ

عسى ظلومٌ جارَ في حكمهِ

يقضي عليه بالذي يَقضي

لله وافٍ جارُه منه في

ظلٍّ ظليلٍ وجَنى غَضِّ

نال العلا بالكدِّ من عيشهِ

والخفضُ يدنيكَ من الخفضِ

لا يَفطِم الدالق من جَفنِهِ

ويَفطِمُ العينَ من الغَمضِ

لم يُتبدلْ والده أَوقاتُه

تبدلُ مسوداً بمبيضَّ

فالبؤس كالنعمةِ في جسمهِ

والحُبُّ في عينيه كالبُغْضِ

تجاوزَ الوصفَ فتىً لطفُه

يُخْرِجُ زُبدَ الماءِ بالمَخضِ

ليس بمحدودٍ اذا قِستَهُ

يُعلمُ منه الكلُّ بالبعضِ

كيف يقيسُ الفلكَ المعتلى

مَنْ طرفُه يُنضى ولا يَنضي

ومَنْ اذا حل بديمومةٍ

لم يعرفِ الطولَ من العَرضِ

يا ناقَ سِيري وذري وادياً

مرتعُهُ يُسرعُ في العرضِ

انَّ مرادَ العِزِّ ترعينَه

خيرٌ من الخُلَّةِ والحَمضِ