يا أيها الملك الذي أخلاقه

يا أيُّها الملكُ الذي أخلاقُهُ

من خَلقِهِ ورُواؤُهُ من رائِهِ

قد جاءَنا الطِّرفُ الذي أهدَيتَهُ

هادِيهِ يعقِدُ أرضَهُ بسَمائِهِ

وِلايَةً ولّيتَنا فبَعَثتَهُ

رُمْحاً سَبيبَ العُرفِ عَقدَ لِوائِهِ

نَختَلُّ منه على أغَرَّ محَجَّلٍ

ماءُ الدّياجى قَطْرَةٌ من مائِهِ

فكأنّما لَطَمَ الصباحُ جَبينَهُ

فاقتصّ منه فخاضَ في أحْشائِهِ

مُتَمهِّلاً والبرقُ من أسمائِهِ

متبرقعاً والحسنُ من أكفائِهِ

ما كانتِ النّيرانُ يكمُنُ حَرُّها

لو كانَ للنيرانِ بعضُ ذكائِهِ

لا تَعْلَقُ الألحاظُ في أعطافِهِ

إلا إذا كفكفتَ من غُلوائِهِ

فهُناكَ ينتهِبُ العيونَ كأنّها

وقفُ الوَجيهِ عليهِ من آبائِهِ

لا يكمِلُ الطِرفُ المَحاسنَ كُلَّها

حتى يكونَ الطَّرفُ من إسرائِهِ