بمثل ذا لا يعالج البرح

بمثل ذا لا يعالج البرح

كيف يداوي بقاتلٍ قرح

عابوا ضلالي به فلا رشدوا

واستقبحوا علتي فلا صحوا

يا وجبة القلب حين قلت له

علك من نشوة الهوى تصحو

هذا وكم لي أراك تنصحه

فما ثنى من عنانه النصح

لكنه ينطوي على حرقٍ

لنارها في فؤاده قدح

وكلما زين السلو له

قال أعندي يحسن القبح

ويا مميتي بالهجر حسبك قد

أتعبني قصدك الذي تنحو

وكان مزحاً هواك أمس فيا

هولة ما جر ذلك المزح

ومقربٍ لو أعرته اللمح

بالعين كبا في غباره اللمح

على الدجى منه مسحةٌ وعلى

متن الضيا من يمينه مسح

أغر صافي الأديم أدهم لا

يخجل إلا من لونه الجنح

كأنما قد جسمه من دجا

الليل ومن وجهه بدا الصبح

قصر عن شأوه الجياد كما

قصر عن مكرماتك المدح

كأنني البحتري أنشده

وهو على عظم شأنه الفتح

فكل مجدٍ لمجده تبعٌ

وكل طودٍ لطوده سفح

قد كنت حرباً للدهر قبل وفى

أيامه تم بيننا الصلح

فاسلم فأنت السواد من مقلة ال

دهر ومن بيضة العلى المح