أرسل اللحظ للقتال نذيرا

أرسلَ اللَّحظَ للقِتالِ نَذِيرَا

لَيتَهُ بالوِصَالِ جَاءَ نَذِيرَا

فَتَرَى العاشِقِين في الحب إمَّا

شَاكِراً وَصلَهُ وَإمَّا كَفُورَ

إنَّ أهلَ الهوَى يَخافونَ يوماً

بِالجَفَا كانَ شَرُّهُ مُستَطيرَا

فوَقاهم مِنهُ وَلَقَّاهُمُ مِن

وَجهِهِ اليَومَ نَظرَةً وَسُرُورَا

وَجَزَاهُم من وَجنتيه بمَا قَد

صَبَرُوا عَنهُ جَنَّةً وَحَرِيرَا

عارِضَاهُ وَوجنَتَاهُ أعَدَّا

لِفُؤَادِي سَلاَسِلاً وَسَعِيرَا

فإذا ما رَأيتَ فَيضَ دُمُوعي

تَحسَبُ الدَّمعَ لُؤلُؤاً مَنثُورَا

لَيتَهُ لو شَفَى سُقامي برِيقٍ

وَسَقَاني مِنهُ شَرَاباً طَهُورَا

من رَحيقٍ ختامُه مِسكُ خالٍ

كَانَ عِندِي مِزَاجُهُ كَافُورَا

كلَّمَا لاَحَ لي رَأيتُ نَعِيمَا

مِن سَنَا وَجهِه ومُلكا كَبيرَا

يا حَبيبِي ارجعَن إلى الله فينا

إنَّهُ كَانَ بِالعِبَادِ بَصِيرَا

لاَ تُطع من عَوَاذِلِ وَوُشَاةٍ

آثِماً فِي مَلاَمِهِ أو كَفُورَا

ما حلاَ لي سوَى الهَوَى ولِهيبي

لم يَزَل في الهَوَى سراجا مُنِيرَا