أقول وقد طال السهاد بذكره

أقُولُ وقَد طَال السُّهَادُ بِذِكرِهِ

وقَد هَمَّ نِسرُ الشُّهبِ بِالطَّيَرانِ

وقَد خَفَق البَرقُ الضَّرُوبُ كَأنَّهُ

حُسَامُ شُجَاعٍ أو فُؤادُ جَبَانِ

يَشُقُّ حِداد اللَّيلِ مِنهُ بِراحَةٍ

مُخَضَّبَةٍ أو دِرعَهُ بِسِنَانِ

أشَار تجاهي بِالسَّلامِ فَأودعَا

سَنَا البَرقِ قَلباً عاشقا لَهُ عَانِي

تَراءى لِعَينِي خَدُّهُ فَانبَرت لَهُ

بِدمعٍ جَرَى مِن مُقلَتِي فَشَفَانِي

فَبِتُّ بِأشواقِي قَتِيلاً وإنَّمَا

ضجِيعِي دمعِي فَاض أحمَر قَانِي

كَأنَّ نُجُوم الزَّهرِ حَولِي مَآتِمٌ

غُرابُ الدُّجَى مَا بَينَهُنَّ نَعَانِي

خَرَرتُ لِذِكراهُم عَلَى البُعدِ سَاجِداً

فَإن لاح مِن قُربٍ فَكَيف تَرانِي