رب ريم رام قلبي مبرما

رُبّ رِيمٍ رَام قَلبِي مُبرَمَا

فِيهِ سَهماً جَاءَ عَن غَيرِ قسِي

مَن رَأَى ظَبَياً أرَانَا أَسهُمَا

مِن لِحَاظِ كَعُيُونِ النَّرجَسِ

يَا نَدِيمِي قُم صفَا وقتُ الهَنَا

فَامل لي الكَأس وعجّل بالطُّلا

وَأدِرهَا خَمرَةً تُولِي المُنَا

فَزَمَانُ الأُنسِ بِالبشرِ حُلاَ

وحَكت بالأنجُمِ الرّوض السَّمَا

إذ غَدت بالزّهرِ مِنها تَكتَسي

وَحَبَا الأغصَانَ طُرزاً مُعلما

حِينما ماس بأبهى ملبس

ما ترى يا صاح أغصان الربى

مايلات القد من خمر السحاب

حَرّكَتها سَحرَةً أيدي الصّبا

فصبا القلب إليها باكتئاب

ومن الزهر على أعلى قبا

ومن الروح لها أعلى قباب

أقطَعَتها السُّحبُ داراً مثلما

كست الروض بثوب دنس

وشذَا عرف نسيم هَينَمَا

وكذا يفعل زاكي النفس

مَا لِلاحِ مُذ لَحضا طَاب الهَوى

فِي حَبِيبٍ وجهُهُ يَحكي القَمر

لَذّ لِي فِي حُبِّهِ مُرّ النَّوى

وارتِكَابُ الهَولِ يَوماً إن خطَر

مَا عَلَى مَن نَجمُهُ فِيهش هَوى

حِينمَا صدَ دلالاً ونَفَر

أحورِيّ اللَّحظِ مَعسُولُ اللَّمَا

فَاحِمُ الشَّعرِ شَهِيّ اللَّعَسِ

ثَغرُهُ أبدى لنا برق السَّمَا

وأثيث الشعر ثوب الغلس

يَا لهُ بَدراً حمى طَيف الكرى

قَدّهُ والعرف عضبٌ وأسَل

فِي دُجَى شَعرٍ له بَدرٌ سَرى

وبِشَمسِ الوَجهِ لَيلٌ قد َنَزَل

خِلتُ فِي جفينه سَادَ الشَّرَى

وَعلَى أعطَافِهِ لَيلُ سُدِل

سَاحِرُ المُقلَةِ مَعشُوقُ الدّما

قَمَرُ الأُفُقِ وَظَبيُ المِكنَسِ

ذُو لِحَاظٍ كَم أرَاقَت مِن دِما

وَهيَ تُزرِي بِالجِوَارِ الكُنَّسِ