طائر القلب طار عن وكري

طَائِرُ القَلبِ طار عن وكرِي

مِن ثَنَايَا الضُّلُوع

وَرَضَى بِالنَّوَى ولَم أدرِ

هَل لَهُ مِن رُجُوع

آه منِ لَوعَة بَرَدت كَبِدشي

يَومَ حَثُّوا الرّكَاب

حِينَ بِعتٌُ الحِجَا يداً بيَدِ

واشتَرَيتُ العَذَاب

وَمَضَت مُهجَتِي بِلاَ قَوَدِ

بَينَ تِلكَ القِبَاب

تَرَكُونِي مُلاَزِمَ الفِكرِ

وَاقَِفاً بِالرّبُوع

أسألُ الليلَ عن ضِيَا الفَجرِ

هَل لَهُ مِن طُلُوع

لاَ وَسِحرِ الجفونِ لم أنسَا

عَهدَنَا بِالحِمَى

إذ رَشَفنَا مُرَاشِفاً لُعسا

وَاعتصَرنَا اللَّمَا

وَشَرِبنَا مِن كاسِها شَمسَا

كُلِّلَت أَنجُمَا

وفَنَائِي بِمُنيَةِ الصَّدرِ

مَعَ ظَبيٍ مَرُوع

مايِسِ القَدّ نَاحِلِ الخِصر

سَالِبٍ كُل رُوعٌ

إي يَدُ البين صَيرت جسمي

مَرتَعاً لِلسِّقَام

صَيَّرَتنِي بِهِ قُوَى عَزمِي

حَابِساً للِغَرَام

صِحتُ مذ أنحَلَ الهَوَى رَسمِي

طَامِعاً فِي السَّلاَم

شَفَّني الوَجدُ فاقبلوا عُذرِي

وَاعدِلُوا بِالرّجُوع

وَمِنَ الوَجدِ هِمتُ لاَ أدرِي

لَذّةً لِلهُجُوع

لاَ وَحَقّ الوِدَادِ لاَ أسلُو

حُسن تِلكَ اللَّيال

إذ ثَوَينَا بِسَجعِهَا نَخلُو

لَم يَرُعنَا الزّوال

وَرَشَفنَا مَرَاشِفاً تَحلُو

لَم تَدُم بِالمطَال

وَأدَرنا الأكواس مِن خمرٍ

مَا يُثِيرُ الوُلُوع

وَقَضَينَا مِن غَفلة الدّهرِ

إرباً بِالرّبُوع