طلع البدر جانب الكرخ

طَلَعَ البَدرُ جَانبَ الكَرخِ

فِي دُجَا الغَيهَبِ

ولَوَى لاَمَ صَدغِهِ المَرخِ

دَبَّ كَالعَقرَبِ

مُذرَنَا فَاتِراً بِأجفَانِهِ

بَا بِلِيُّ المُقَل

وَالجَوَى فِي فُؤَادِ هَيمَانِهِ

يَشتَكِي مِن وجل

وَسطَهُ شَدَّهُ بِتِيهَانِهِ

فَوقَ رِدفِ الكَفَل

ارخِ مَا قَد شَدَدَتَهُ ارخِ

يَا رَشَا الرَّبرَبِ

لَكَ لَحظٌ نَفُوذٌ كالشَّرخ

صائبُ المَضرَبِ

يَا هِلاَلاً حَوتَه أزرَارُهُ

فَاتَّخَذهَا فَلَك

وَسَناً مِن سَنَاهُ أنوَارُهُ

تَحتَ داجي الحَلك

لِحَبِيبِكَ فِيكَ إعذَارُه

مِثلُ مَا أنَّ لكَ

لَكَ مَولاَيَ سطوَةُ الرُّخّ

إذ هُوَ لَم يُغلَب

وَلِمُضنَاكَ ذُلَّةُ الفَرخِ

وَهوَ فِي المِخلَبِ

مَا لِطَيري بِالبُعدِ قَد شَطَّا

زالَ عَن وَكرِهِ

إن يكُن فِي مَسِيرِهِ أبطَا

فَهوَ مِن عُذرِهِ

أو يَكُن فِي طَرِيقِهِ أخطَا

قُلتُ فِي أثرِهِ

إن يَقَع ذَا الطُّوَيرُ في فَخّ

أو يَجِي مُنصبّ

كَانَ هَذا بَخاً عَلى بَخّ

أي وَحَقّ النَّبِي

بِأبِي شَادِنٌ بِهِ نَارِي

وَبِهِ جَنَّتي

وَدُمُوعُ العَينِ أنهَارِي

وَالضَّنَا حُلَّتِي

كَلَّمَا فاضَ دَمعِي الجَارِي

صِحتُ مُلهَبِ

حَيثُ نادى الحبيبُ بالفتخِ

دَمَعَتِي اسكُبِ