نظر جرى قلبي على آثاره

نَظَرٌ جَرى قَلبي عَلى آثارِهِ

خَلَعَ العِذارَ فَلا لَعاً لِعِثارِهِ

يا وَجدُ شَأنَكَ وَالفُؤادَ وَخَلَّني

ما المَرءُ مَأخوذاً بِزَلَّةِ جارِهِ

دَنِفٌ يَغيبُ عَن الطَبيبِ مَكانُهُ

لَولا ذُبالٌ شَبَّ مِن أَفكارِهِ

لِلدَمعِ خَطٌّ فَوقَ صُفرَةِ خَدِّهِ

فَتَراهُ مِثلَ النَقشِ في دينارِهِ

هَيهاتَ عاقَ عَن السُلوِّ فُؤادَه

سَبَبٌ يَعوقُ الطَيرَ عَن أَوكارِهِ

قالوا سَيُسليكَ العِذارُ سَفاهَةًً

وَحَصادُ عُمري في نَباتِ عِذارِهِ

إِن لَم أَمُت قَبلَ العِذارِ فَعِندَما

يَبدو يُسَلِّمُ عاشِقٌ بِفِرارِهِ

مِثلُ الغَريقِ نَجا وَوافى ساحِلاً

فَإِذا الأُسودُ رَوابِضٌ بِجِوارِهِ

إِنَّ العِذارَ صَحيفَةٌ تَتلو لَنا

ما كانَ صانَ الحُسنُ مِن أَسرارِهِ

مَن لي بِهِ يَرضى وَيَغضَبُ مِثلَما

أَنِسَ الرَشا ثُمَّ اِنثَنى لِنِفارِهِ

نَشوانَ يَعثُرُ في الحَديثِ لِسانُهُ

عَثَراتِ ساقٍ في كُؤوسِ عُقارِهِ

وَالخالُ يَعبَقُ في صَحيفَةِ خَدِّهِ

مِسكاً خَلَعتُ النُسكَ عَن عَطّارِهِ

موسى تَنَبَّأَ بِالجَمالِ وَإِنَّما

هاروتُ لا هارونُ مِن أَنصارِهِ

إِن قُلتُ فيهِ هُوَ الكَليمُ فَخَدُّهُ

يُهديكَ مُعجِزَةَ الخَليلِ بِنارِهِ

رَوضٌ حُرِمتُ ثِمارَهُ وَقَصائِدي

مِن وُرقِهِ وَالآسُ نَبتُ عِذارِهِ

يا مَشرَفِيّاً غَرَّني بِفِرِندِهِ

وَنَسيتُ ما في حَدِّهِ وَغِرارِهِ

أَنِسَت بِنارِ الشَوقِ فيكَ جَوانِحي

وَالزَندُ لا يَشكو بِحَرِّ شَرارِهِ

أَتلَفتَ قَلبي فَاِستَرَحتُ مِنَ المُنى

كَم مِن رِضىً في طَيِّ كُرهِ الكارِهِ