أبى القلب إلا أن يبيت به صباً

أَبى القَلْبُ إِلاَّ أَن يَبِيتَ بِه صباً

وهَيْهَاتَ صبٌّ أَنْ يُلاَقى له قَلْبَا

سَبىَ القلبَ مني لَحظُ ظَبْي أُحبُّه

فيا قلبُ ما أَصْبىَ ويا لَحْظُ ما أَسْبىَ

أُحِسُّ له وقْعاً ولا وقْعَ في الحَشَا

وطعناً ولا طعناً وضرباً ولا ضَربا

وقالوا تغَيَّبْ تَسْلُ عمَّن تُحبُّه

فكنتُ كأَنِّي غِبْت أَستَحْضِرُ الحُبَّا

وَثَبْتُ بِطَرْفَيْ رَحْلهِ فكأَنَّه

تعلَّم من دَمْع الجفونِ بيَ الوثبا

دموْعٌ جَرَتْ من بَعْدِ كسْرة جَفْنِه

تُعَلِّمُ دَمْعِي فيه أَن يَكْسِرَ الهُدْبَا

عَتِبْتُ عليه بالصُّدودِ فلم يَعُد

بعَتْبي فصيّرتُ الفراقَ هُو العَتْبَا

وكَيْفَ سُكُوني بَعْد بُعْدِي لِحفْظِه

بعَهدي وقِدْماً كُنْتُ أَتَّهِمُ القُرْبَا

وقال أَمِن بَابِ التَّفَرُّقِ بيْنَنَا

دخلتَ إِلى السُّلوانِ قلتُ نَعْم مِنْ با

وهَيْهَات أَسْلُو بعد أَن ضَرَبَ الْهَوى

بأَغْرَبه قطْعاً وأَقْطَعه غَرْبَا

صَديتُ إِلى أَن كاد يُغْنِينيَ الصَّدَى

إِلى ريقِ ثَغْرٍ كُنْتُ أَفْنَيْتُه شُرْبا

وهبَّ اشْتِياقي مَنْ كَراهُ ولم يَكُن

ينبِّهُهُ إِلاَّ النَّسيمُ الَّذِي هَبَّا

تولَّى سُلوِّي للبِعَاد الذِي أَتَى

وشَابَ اصطِبَارِي للغرَام الذي شَبَّا

ولا ذَنْبَ لي إِلاَّ هَوَاهُ وإِنْ يَكُنْ

فَلاَ تُبْتُ مِنْ ذَنْبي ولا غَفَر الذَّنْبا