أجل مناه قبلة من حبيبه

أَجَلُّ مُناه قُبْلةٌ مِنْ حَبِيبهِ

وبُرءُ ضَناه زَوْرةٌ من طَبيبهِ

وإِنْ كان مَولى القلبِ يَرضَى وجيبَه

فلا قَرَّ فيه قلبُه مِنْ وجيبه

فما البرقُ إِلاَّ لمعةٌ من جُفونه

يلوحُ وإِلاَّ شُعلةٌ مِن لَهيبه

ويُسكره لَكِنْ مُدامُ دُموعِه

ويُطرِبُه لكن غِنَاءُ نَحِيبه

يظنُّ نسيمَ الرِّيح طيفَ نَهارِه

فتلْثُمه أَنفاسُه في هبوبه

رعَى الله رَيعانَ الصَّبى من مُودَّع

مَشى عامِداً لكن لِلُقْيا مَشيبِه

فإِن جَفَّ عُودُ اللَّهوِ مِنِّي فطالما

لهوتُ بمهزوزِ القَوامِ رَطيبهِ

هَوِيتُ كَثِيبَ الغُصْنِ منه وإِنَّه

وإِنْ مَال أَهْوى مِنْه غُصنَ كَثِيبهِ

وما زال يَدْرِي أَنَّ ساعةَ بِشْرِه

تُكَفِّرُ عنه ذنْبَ عامِ قُطوبِه

وكم قَد كسا عِطْفيَّ ثوبُ عناقِه

فمزَّق عن خدَّيَّ ثوبَ شُحوبِه

غراِمي فيه لَوعَتي مِنْهُ أَدْمُعي

عَليه فُؤادِي عِنده وَلَهى به

يجودُ بحسنٍ عاد ذَنْباً فأَصبحت

محاسِنُه معدودةً من ذُنوبِه

أَضرَّ بضوءِ البَدْرِ عند طُلوعِه

فكيفَ تراهُ صانعاً في مَغيبِه

وخيَّل سُوءُ الظَّنِّ لي أَنَّ ظِلَّه

إِذا مَا أَتاني نَائِبٌ عَنْ رَقِيبه

فلو كانَ في عَصْرٍ تَقادَمَ عَهْدُه

لأَوضَح لِلمأْمُون عيبَ عَرِيبِه