أغناك طرفك أن تسل الأبترا

أَغناك طَرْفُك أَن تَسُلَّ الأَبْتَرا

وكَفَاكَ قدُّك أَن تَهُزَّ الأَسْمَرَا

فَضَعِ المهنَّد والمثقَّفَ في الوَغَى

والسِّلْمِ وافتِك بالمحاسِنِ في الوَرَى

زيّنتَ بالشَّعرِ الجبينَ فلم نَجِدْ

من قبلُ بعدَ الصُّبحِ ليلاً مقمرَا

وكأَنَّ وجهك جنةٌ ما زُخرفت

إِلاَّ وأَجْرَتْ من دُموعي كَوْثرا

يا مُنذرِي بالعذْلِ لستُ وخدُّه

كشقائقِ النُّعمانِ أَخْشى المنذِرا

أَفْدِي الذِي عاينْتُه حينَ انْثَنَى

ورنا إِليَّ تواضُعاً وتكبُّراً

سائلْه فالأَعطافُ منه عبلةٌ

لكنَّه في الحربِ يَحْكِي عَنْتَرا

فَبِلينِ عِطْفَيهِ وقَسْوةِ قَلْبه

حازَ الجمال مؤنَّثاً ومذكَّرا

أَنْسى بذكر الحسن غُرَّة عزَّةٍ

قد صَار دمعي في هَواه كُثيِّراً

وافى وللظمآنِ بحرٌ أَسودُ

ملأَ الفضاءَ من الكواكب جوهَرا

والأَرضُ قد نشرَ الربيعُ لربْعها

بنَدَى سحائِبِهَا رداءًا أَخضرا

والدوح يسحَب كلَّ غُصنٍ مثمر

منه إِذا شَدَت الحمائمُ مزْهرا