ألوم نفسي على هذا العتاب وما

أَلومُ نَفْسِي على هذا العتابِ وما

تكلَّم الحرُّ إِلاَّ وهْوَ مَكْلُومُ

لأَصْبرنَّ على ما قد مُنِيتُ به

فالدَّهرُ يومانِ محمودٌ ومذْمُومُ

وأُصْبِحَنَّ ولي نَفْسٌ بِعزَّتها

مخطومةُ وفَمٌ بِالصَّمْتِ مَخْتُومُ

لا أَسْتزيدُك فيما قد مُنِيتُ به

ولا أَسومُكَ أَمراً فيه تَغْرِيمُ

ولا أَلومُك في برٍّ تقدِّمُه

فللمَقاديرِ تحليلٌ وتَحْريمُ

فَقَدْ بَسَطْتُ لِذَاكَ الفَعْلِ مَعْذِرةً

لما تيقَّنتُ أَنَّ الرزقَ مَقْسُومُ

لكنَّها نَفْثةُ المصدور جَادَ بها

فَتى من الدّهر مَصْدُوعٌ ومَصْدُومُ

عَادَانِيَ الدّهرُ لما رَاعَه أَدَبي

وسرَّ يومٌ عظيمٌ فيه مَكْتُومُ

وما يُصادِفُ مني غَيرَ مُصْطَبِرٍ

لَهُ على النَّفس تخييرٌ وتَحْكيمُ

للْبُلْه منه مبرَّاتٌ وتكرمةٌ

وللحَمِير مسرَّاتٌ وتَنْعِيمُ

فإِنْ كَسَاهُمْ وعرَّاني فلا عَجَباً

القِرْدُ يَضْحك والضِّرغَامُ مَهْمُومُ

وربما عاشَ هذا جائعاً أَبداً

وفاز بالرِّيِّ بعد الشِبْع عُلْجُومُ

هذي أَساطيرُ قد سَطَّرتُها سَقَماً

فهل علمتم بأَن الفِكْرَ مَحْمُومُ