أنا أمير العشاق

أَنَا أَميرُ العُشَّاقْ

قَلْبي لِوائي الخفَّاقِ

وَإِنَّه كِنَانةٌ

فيها سهام الأَحْدَاقْ

وإِنَّه مُخَيِّمٌ

له القلوبُ أَوطاق

خيَّم فيه مَلِكٌ

له الجُسُومُ رُسْتَاقْ

قد مَلَكَ المُلْحَ وقد

فاق مِلاَحَ الآفاقْ

مُثْرٍ من الحسن فما

يُخْشَى عليه الإِمْلاَقْ

وَمُدْنَفُ الطَّرفِ فما

يُدْعَى لَهُ بالإِفْرَاقْ

وسِحْرُهُ حَقٌّ فكم

قد حَقَّ بي وقد حاقْ

مَعَ أَنَّ قَلْبي مَعَهُ

كُلِّي إِليْهِ مُشْتَاقْ

يَنْثَالُ لَثْمِي كلَّما انْ

ثالتْ عليه الأَشْوَاقْ

يبيتُ من خَوْفي علي

هِ للعِنَاق أَغْلاَقْ

إِذا تَثَنَّى قَدُّهُ

فالغُصْنُ بَيْنَ الأَوْراقْ

وَمَنْ رَأَى مَبْسِمَهُ

رأَى عُقُودَ الأَحْقَاقْ

وإِن تَغنَّى حَلْيُهُ

فهل سَمِعْتَ إِسْحَاقْ

عِذَارُه وخَدُّهُ

سَطْرٌ عَلَيْهِ أَلْحَاقْ

وَبَعْدَ ذَا صِيَانَةٌ

قد بَرَّحَتْ بالعُشَّاقْ

كَمْ نَصَحُوا مِنْها وَكَمْ

صَاحُوا وكَمْ قالُوا قَاقْ

سَلْنيَ عن مِعْصَمِهِ

ولا تَسَلْ عَنِ السَّاقْ

ما أَحْسَنَ الخَلقَ وَمَا

أَحْسَنَ تِلْكَ الأَخْلاَقْ

عَواذِلي بِحُسْنِهِ

قد خَضَعُوا بالأَعْنَاقْ

وسكَتُوا لأَنَّهُمْ

قد شَرِقُوا بالأَرْيَاقْ

لَمْ يَنْظُروا وأُخْرسُوا

هَذَا عَمىً وذَا خنَاقْ

لم يَحْكِ جَفْني بَعْدَهُ

إِلاَّ السَّحابُ الغَدَّاقْ

كان لتُرْب الأَرْض في

دُمُوعِ عَيْنِيَ أَرزاقْ

يَا عَجباً لأَدْمُعِي

تَزْكُو بطولِ الإِنْفَاقْ

شُفِيتَ يا قلبُ بهِ

فقالَ لي وَالآمَاقْ

وأَصْلُ ذُلِّي نظرةٌ

تسَلَّقتْ إِلى النِّطاقْ

وَسَرْقةٌ فعُوقِبَ

الجِسمُ عِقابَ السُّرَّاقْ

هذا هو الظلمُ الَّذِي

يُقْضى بِهِ للعُشَّاقْ

يا قاتِل الصَّبِّ هوىً

لا ذُقْتَ مِنْهُ ما ذاقْ

أَمَتني بنظرة

فأَحْيِني بإِطْرَاقْ

أَمتَّني فأَحْيِني

يا سُمُّ أَو يَا دِرْيَاقْ

أَغْرقتُ في النَّزع وما

حرَّمتني بالإِعْرَاقْ

لم يَبْقَ شيءٌ فيَّ أَو

شَمِلْتَهُ بالإِحْرَاقْ

وإِنَّ شَيْبي أَسودٌ

لأَنَّ شيْبي حُرَاقْ

لي أُسوةُ الشمسِ التي

أَثْكَلْتَها بالإِشْرَاقْ

ومزنةٌ ضَحِكَتْ إِذَا

فجَّعْتَها بالإِبْرَاقْ

إِن كان أَسْرِي سَرَّهُ

فالأَسْرُ مثلُ الإِطْلاَقْ

أَو ضاقَ صدراً بي فَصَدْ

رِي بالهُمُومِ ما ضَاقْ

أَو خانَ مِيثاقي

فإِنِّي لا أَخونُ المِيثاقْ