أنت الأخير هوى وأنت الأول

أَنت الأَخيرُ هوىً وأَنت الأَولُ

فلذاكَ أَنت عَلى الملاحِ مفَضَّلُ

أَنت الحبيبُ محبَّةً لا تَنْتهي

ولها عليكَ ولايةٌ لا تُعزَل

ما الشمسُ حُمْرةُ خَدّها من حُسْنِهَا

لكم تَرَاكَ كما أَرَاكَ فَتَخْجَلُ

لَوْ جُدْت لي بالنَّفْس منك لقلتُ من

شَرَهِ المحبَّة إِنَّهُ لمُبَخلُ

وَجْدِي وَوَجْدُ سِوايَ فيكَ تفاوَتَا

إِنِّي أَجِدُّ وإِنَّ غَيْرِيَ يَهْزلُ

كلُّ الخُدودِ مِنَ العيونِ صبابةً

تُسْقَى بماءٍ واحدٍ وتفَضَّلُ

يا راقدَ الأَجْفَانِ جَفْني ساهرٌ

بل يا قصيرَ الوَصْلِ لَيْليَ أَطول

ومُهدِّدِي بالقَتْلِ حَيْثُ جُنُودُهُ

لفْظٌ يَقُولُ ولحظُ طَرْفٍ يَفْعَلُ

ما لحظُهُ سَهْمٌ وَقَلْبي مَقْتَلٌ

بَلْ كُلُّهُ سَهْمٌ وَكُلِّيَ مَقْتَلُ

لأَبَحْتَ سَفْكَ دَمي وذَاك محرّمٌ

وَمَنَعْتَ عَذْبَ لَمَاكَ وَهْو مُحَلَّلُ

وَوَحَقِّ عِقْدِكَ عِقْدِ ثَغْرِكِ إِنَّني

سأُعِيدُهُ باللَّثْمِ وهْوَ مُفَصّلُ

لَيَقِلُّ فِكْري إِنَّهُ لَكَ مَعْبَرٌ

وَيَقِلُّ قلْبي إِنه لَكَ مَنْزِلُ