الكأس لم تذنب فكيف حبستها

الكأْسُ لم تُذْنِبْ فكَيْف حَبسْتَها

أَوحشْتَها من طُولِ ما آنَسْتَها

لا بل هَمَمْتَ بشُربها ورأَيتَهَا

أَلقت عليك شُعاعَها فلَبِسْتَها

كم ذَا الوقوفُ بها لَقَدْ أَتعبتَني

مِما وَقَفْتَ بِها كما أَتْعَبتَها

فتوقَّ حِلمَ النارِ واحْذرْ كَيْدَهُ

فلقد لَمَسْتَ النارَ حِينَ لَمَسْتَها

وشِمِ السرورَ بِشُرْبها لا شِمْتَه

وذُقِ الحياةَ بطَعْمِها لاَ ذُقْتَهَا

واكفُفْ دُخان النَّدِّ عن أَنفاسِها

فبنَشْره المِسْكيِّ قد دنَّسْتَها

عجِّل بسرِّك والقها في مَسْمَعي

ماذا يَضُرُّكَ يا أَخي لوْ قلْتَها

وصِلِ العجوزَ تَعُدْ صبيّاً ناشِئاً

فلقد نَظرْتَ صِبَاكَ حِينَ نظرتَها

لا تحسبِ الشمسَ المنيرَةَ أُختَها

في عُمْرِها ما الشمسُ إِلا بنْتها

سبقَ الزَمانَ وَجودُها بوجُودِه

لا تحسبنَّك يا زمانُ سَبَقْتَها

ومن العجائبِ أَنَّه لا مُبْتَدا

لزَمانِها ولَهُ بِشُرْبِك مُنْتَهى