بعثت لي على فم الطيف قبله

بعثَتْ لي على فَمِ الطيفِ قُبْلَه

فأَتتني بعضُ المسرَّة جُمْلهْ

قبلةٌ شاع مسْكُها بي فقالوا

إِنه مُحْرِمٌ فَمْن ذَا أَحلَّه

قد شكرنا ذاك النوالَ الذي جلَّ

وقالت بلابلي ما أَجلَّه

وقنعنا من رؤْية الطَّيفِ بالطَّيْـ

ـفِ وقد تَخْلُفُ الشموسُ الأَهلَّه

بأَبي من بها غراميَ طَبْعٌ

وعكوفي على هواها جِبِلَّه

وكفاني نَسِيبُ شِعريَ فيها

نسبةً أَو نحولُ جسمي نِحْله

شعرها كثرةً لها بيتُ شَعْر

فهي في القصرِ وهي في البيت حَلَّه

مَنْ رآهَا تَسطُو عَلَيَّ وتعطُو

قد رَأَى عنتراً وأَبصرَ عَبْلَه

لا يحاولْ غيري هواكِ فلم يُبْـ

ـقِ فؤادِي في كأْسِ عشقِك فَضْلَه

ثوبُ خدَّيك ياسمينٌ ولكن

جَيَّبوا فوقَه من الوردِ حلَّه

وبعينيك علةٌ قد دعت شَوْ

قِي فإِني إِن جئتُ جِئْتُ بعلَّه

إِنني لا أَغش نفسي ولا أَز

عُمُ أَنَّ الحبيبَ لم أَرَ مثله

في الورى مِثلُهُ كثيرٌ ولكن

كَلَفِي أَكْمَهٌ وعشقيَ أَبْلَه

قد بلونَا قُربَ الهوى ونَوَاهُ

وخبرنا جدَّ الغرام وهَزْله

وَرَأَيْنا نَقْصَ الهَوى بِالتَصابي

وَكَمالَ العَزيزِ باللهِ باللهِ

مَلِكٌ قبل خَلْقِه وَرث المُلْـ

ـكَ كما حازَ وحْدَه الفضلَ كُلَّه

أَبلجٌ تُبصرُ الملوكَ لديهِ

وعَليْهَا وهْوَ العزيزُ مَذَلَّه

لم يزالوا له سُجوداً كأَن لم

يُبصِروا قبلَ وجهِه قطُّ قِبْلَه

مَزجَ البأْسَ بالنَّدى ولَعمْرِي

إِنها للملوكِ أَحْزَمُ خَصْلَه

فهو في الحَرْبَ بأْسُه مستطيلٌ

وهو في السَّلم كفُّه مُستهَلّه

يهب القصرَ شَامِخاً تحته الخيـ

ـلُ صفوفاً في الخريدةُ طِفْلِه

ليس تدري أَموالُه حين يُجبى

قاصديه بأَنه هي أَم له

سوف يحوي ممالكَ الشرق والغرْ

بِ وعندي على مقالِي أَدلَّه

وسيُجْبىَ له خَراجُ خُراسا

ن وتُسْبىَ له بناتُ هِرقْلَه

وسَيروي الجيَادَ من نَهْر جَيْحو

نَ فلا تذْكُرِ الفُراتَ ودِجْلَه