بنفسي من فارقت فيه تماسكي

بِنَفْسِيَ من فارقتُ فِيه تَمَاسُكِي

كَما أَنَّني وَاصَلْتُ فيه تَمسُّكِي

وَمَنْ وَصْلُهُ الصُّبْحُ الذي هو مُرشِدِي

كما هَجْرُهُ الليلُ الذي هُوَ مُدْرِكِي

ومَنْ لَمْ أَزَلْ أَشتاقُ من حُسْنِ وَجْهِه

إِلى مَطْلَبٍ من دُونِهِ أَلْفُ مُهْلِكِ

ومِنْ كل مُسْلٍ أَو مُسَكِّنِ لَوْعَةٍ

بِهِ لي إِليه مُذْكِرِي أَوْ مُحرّكِي

وإِنِّي عَلَى ما ذُقْتُ من أَلَم الهَوَى

وقاسَيْتُ مِنْه كُلَ مُبْكٍ وَمُضْحِكِ

لِيَحْسُنُ إِلاَّ في حبيبي تصوُّنِي

ويَقْبُحُ إِلاَّ في حَبِيبي تهتُّكِي

وأَعظمُ دائِي أَنَّني لستُ أَشْتَفِي

وأَيْسَرُ صَبْرِي أَنَّني لسْتُ أَشْتكِي

تشكَّكتُ في وَصْلٍ تيقنت ضِدَّهُ

فأَصْبَحَ أَحْلَى من يَقِيني تَشَكُكِي

فأُخْلِدْتُ ظُلْماً في جهَنَّمِ صَدِّهِ

وما كنتُ يوماً في هَوَاهُ بِمُشْرِكِ