تظنني قد بت محموما

تظُنّني قدْ بِتُّ مَحمُومَا

لأَنَّني أَصْبحتُ مَتْخُومَا

تخِمتُ من جُوعٍ وإِنِّي كما

تعرِفُني مَا زِلْتُ مَنْهُوما

عِند لئِيمٍ كنتُ إِذْ جئتُه

أَكثرَ مِنْه في الورَى لُوما

ظلمتُ نفْسي في رَوَاحِي له

وطَالَمَا قد كُنتُ مَظْلُوما

تبعتُه جهلاً فلا يُنكر الـ

ـخرابَ من يَتْبَعُ البُوما

وأَخَّر الأَكل إِلى أَن غدتْ

عَيْني مِن دمْعتها مِيما

فانصبَّت الأَخْلاطُ في معدتي

وامتلأَت من شرِّها شُوما

وسام مني الأَكل من زاده

يا ليت منه كنتُ مَحْرُوما

وجاءَنا من بعد لأْيٍ به

ودمْعُه في العين مَسْجوما

مُنْكشِفاً منكسراً قد بدا

ما منه عِندي صَار مَرْجُوما

وكان في همٍّ وفي هِمَّةٍ

كأَنَّه قد نحَرَ الكُومَا

ولم أَجِدْ لحْماً ولكن وجد

تُ الفول والكُرَّات والثُّومَا

فاختلط الخلطُ بذاك الخرا

وصارَ في المِعدة زقُّوما

يا لَطَعامٍ متُّ من أَكْله

لعلَّه قد كان مَسْمُوما

وجاءَنا الشَّادِي يُغنِّي فما

غنَّى من الشِّعر سوى قُوما