حسنها كل ساعة يتجدد

حسنُها كلَّ ساعةٍ يتجَدّدْ

فلهذا هَوايَ لا يَتَحدَّدْ

إِنَّ عِشْقي كَحُسنِها ليس ينـ

ـفكُّ وهَمِّي كَهَجرِها ليس يَنْفَدْ

غير أَنَّ الخيالَ يأْتي فيا طو

لَ حيائِي منْ طُول مَا قَدْ تَردَّد

بات ذاكَ الخيالُ في العين لَكِنْ

مِسْكُ أَرْدَانِه تعلَّق في اليَدْ

غادَةٌ عادةٌ لها الفتكُ فِينا

ولكلٍّ مِنْ دَهْرِه ما تَعوَّدْ

هِيَ لا شَكَّ مُعْصِرٌ غيرَ أَن الـ

ـقَدَّ مِنْها يَقُولُ لِي هِيَ أَمْرَدْ

حملَتْ زينةَ الفَريقين فوقَ النـ

ـهدِ عِقدٌ وفي الجفونِ المُهَنَّد

قدْ رَوى السحرَ لحظُهَا فهو يُمْلي

كلَّ يومٍ منه علينا مُجَلَّد

وقرأَنَا الغريبَ من فمِها الكا

مِلِ حُسْناً والثَّغْرُ فيه المبرّدْ

كَحَلُ الجَفْنِ مَازَجَ الكُحلَ فيه

فَشرِبْنا مِنه السُّلافَ مُوَلَّدْ

هي من حُسنها تُميتُ وتُحيي

وَهْي من لِينِها تَحِلُّ وتَعْقِد

إِنْ أَرتْنا بوجْهِها ساعةَ الوصْـ

ـلِ أَرتْنا بفرعِها ليلَة الصَّد

فَتَنَتْني بأُقحوانٍ مُندَّىً

وسبَتْنِي بِيَاسمينٍ مُورَّد

وأَرَادَتْ بالسِّحر قَتْلي ولم تد

رِ بأَنِّي مؤيَّدٌ بالمؤيَّد

مَنْ رآه فقدْ تأَيَّد لكن

جودُه في نَداه مَا يَتَأَيَّد

ملكٌ جودُه تقرَّب مِنَّا

مثلمَا فَضْلُه إِليْنا تَوَّدد

يهتدي القاصِدونَ في ظُلم الليـ

ـلِ بنورٍ من نجمِ دين مُحَمَّد

قد كَساهُ الإِلهُ نوراً ولكنْ

هو في نصرِ دينه قد تَجَرَّد

أَنجَدَ الدِّينَ عَزْمُه فِلهذَا

ذِكْرُه في الزَّمان غَار وَأَنْجد

هو أَحْمى مِمَّا تَدَرَّعَ في الحر

ب وهْوَ أَمْضَى مِنْ مَشْرِفيٍّ مُهند

خاطِرٌ حاضِرٌ وبأْسٌ شديدٌ

وعُلاً شامِخٌ وعِزٌّ مُشَيَّد

فهناهُ عيدٌ أَتى وأُهَنِّيـ

ـهِ وقَدْ صَام أَلْفَ عامٍ وَعَيَّدْ

فلنا البِرُّ عِنْده والعَطَايا

ولَه المَدْحُ والثَّناءُ المُخَلَّد