دع قضب نعمان أو كثبان يبرين

دع قضْبَ نَعْمَان أَو كُثْبانَ يَبرين

ما قلَّبَ القَلبَ إِلاَّ أَعينُ العِينِ

وقد تعشَّقَ قلبي مَنْ بِنَظْرتِه

يميتُني وبأُخْرى منه يُحْيِيني

يضنى فؤادي ويُضْني جفنَ مقلتِه

بكسرها فهو يضنِيها ويُضْنِيني

قد أَشبَه الغُصْنَ في قدٍّ وفي هَيَفٍ

وأَشبَه الرُمْح في لَوْنٍ وفي لِينِ

قولوا لهُ قد دخلنا رَوْضَ وجنتهِ

مع أَن صُدْغاً عليها مِثْلُ زُرفين

وقالَ واللْثمُ يَجْني منه وَرْدَتَهُ

إِن كُنْتُ أَجْني عَليْهِ فهوَ يجْنِيني

فرَّقْتُ باللَّثم نُونَ الصُّدغ أَو رجعت

نونينِ منه وكان الصدغ كالنُّونِ

ولو شريتُ بِنَفْسِي لَثْمَ مَبْسمِه

لكنْتُ أَعْلَمُ أَنِّي غير مغبون

فمٌ كميمٍ وفيهِ سينُ مُبْتَسمٍ

واضيعةَ العقلِ بين الميمِ والسِينِ

يُبْدِي التَّبسمُ عِقداً من مُقَبَّله

فلؤلؤُ الثَّغْرِ منه غَيْرُ مَكْنُونِ

لو لم تكن فتنةُ المعصومِ طلعتُه

لما بُلِيت بِقَلْبٍ فِيه مفتون

إِنْ رُمْتُ صبراُ فَنفْسِي لا تطاوِعُني

أَو رمت هجراً فَقلْبي لا يخلِّيني

وإِن رأَيتَ انصرافي في تَعَشُّقِه

تعمّداً فالتَّثَنِّي منه يُثنِيني

يا مَنْ أَقام لَنا تصفيفُ طُرَّتهِ

وقائعاً أَذكرتْنا يَومَ صِفِّين

إِنِّي لأَحْسدُ عِقداً أَنت لابسُه

وكيفَ يحْظى بذَاك الجيدِ من دُوني

لولاكَ ما قلت يا عَيْني كَذا أَبداً

جُودِي ويا عبراتي هكذا كُوني

وقلت للنَّفْس من وَجْدي من كَلَفي

في الحُبِّ يا نفسُ هُوني في الهوَى هُوني