سلني بالله عن فلان

سَلِّني بالله عن فلانِ

فقد تسلَّيت عَنْ فُلانَهْ

وعشقُها راح من زَمانٍ

لأَنَّ عِشْقَ النِّسا زَمَانَه

فليس فيهنَّ لا وفاءٌ

ولا حفاظٌ ولا أَمَانَه

من كلِّ مَهْتومَةِ الثنايا

وكلِّ مَحْلُولَةِ المثَانَه

مائِلة السُّفْل من مُنَاهَا

لو دَعَمتْه بأُسْطوانه

تَودُّ يومَ الوَغَى وتَبْغي

لو طعنوها بأَلْفِ زَانَهْ

جمالُها الدَّهرَ مستعارٌ

وحسنُها داخِلُ الخِزَانه

وكل شيءٍ تنساهُ إلا

المَلالَ والغَدرَ والخِيانَه

وتسلبُ العقلَ بالتجنِّي

وتدّعي أَنَّه مَجانَهْ

فاعْتَضْتُ منها ببدرِ تِمٍّ

بظبي رملٍ بغصنِ بانَهْ

يزهو بليلٍ على نهارٍ

ووردةٍ فَوق أَقْحَوَانه

ما ثغرهُ وَحْدَه جُمَانٌ

بل شخصُه كُلُّه جُمَانَه

إِنَّ انتهاكي به استتارٌ

وإِنَّ عِشْقي له دِيَانَهْ

على فؤادِي به ضمانٌ

فإِنَّه دائمُ الضَّمانَهْ

ثلاثةٌ فيه تَيَّمْنَني

الحسنُ والعقلُ والصِّيانَه

رَمى فلمْ يُخطِ إِذْ رَماني

سهمٌ رمى من بَني كِنانة