طراز غرامي في المحبة مذهب

طِرَازُ غَرامِي في المحبَّةِ مُذْهبُ

وليس لِوَجْدِي في المحَبَّةِ مَذْهَبُ

أَتمنَحُني بالبُعْدِ والهَجْرِ مُهلِكِي

وحُبُّكَ لي بَيْن البَرِيَّةِ مطلبُ

فَمَنْ شَافِعِي بين الورى عِنْدَ مالِكي

لنُعمانِ خدّيهِ الشقائقُ تُنْسَب

وقفتُ عليه العينَ تَجْرِي مَدَامِعاً

لها من تَغازِيرِ الغَرامِ مُرَتَّبُ

له غُصْنُ قدٍّ عادلٍ جار في الحَشَا

خلا ما ترى هل لا وِفاقَ يُرَغِّبُ

وخدٌّ بقَتْلي في المحبة شامتٌ

وعندي دليلٌ في المعاني مصَوَّبُ

وحينَ حَمَى اللَّحْظِ بارِدَ ريقِه

غَدَتْ نارُ وجْدِي في هَواهُ تَلَهَّبُ

وأَصبحَ ماءُ الحسن إِذ حان بهجةً

وللسَّمْع منه رَاقَ لفْظٌ مُهَذَّبُ

غزالٌ كحيلُ الطرف في الحسن كاملٌ

ولكنَّه في حالة الرَّوْغ ثَعْلَبُ

ومُذ شاهَدَتْ عُشَّاقُه جيشَ حُسْنه

بحَرْبِ اللَّواحِي في هواه تَطَلَّبُ

يعربِدُ منه اللَّحْظُ سُكْراً ويَنْثَني

لعُشَّاقِه يا صاحِ بالحَدِّ يَضْرِبُ

وكم قلتُ لمَّا أَن رَمَت مقلةٌ له

أَلا إِنَّها بالسِّحر بابٌ مُجَرَّبُ

وكم ليلةٍ مَرَّت بموصل أُنْسِه

بها قد بدا مني اللسانُ يُشَبِّبُ

أَقمتُ فروضَ الحُبِّ فيه وما أَرَى

به أَبداً غيرِي من الناس يُنْدَب