لا كانت الشمس فكم أصدأت

لا كَانتِ الشَّمسُ فكَمْ أَصْدَأَتْ

صفحةَ خدٍّ كالحُسام الصَّقيلْ

وكَمْ وكَمْ صدَّت بِوادِي الكَرى

طيفَ خَيَالٍ جاءَني من خَلِيلْ

وأَعْدَمَتْني من نُجوم الدُّجَى

ومنه رَوْضاً بين ظِلٍّ ظليل

تَكْذِبُ في العَهْد وبرهانُه

أَن سرابَ القَفْر منها سَليلْ

وتَحسبُ النَّهر حُساماً فتر

تاعُ وتحكي فيه قلبَ الذَّليل

إِن صَدأَ الطرف فما صَقْلُه

إِلاَّ التحلِّي بِمُحَيّاً جَمِيل

وهي إِذا أَبصرها مُبصِرٌ

حديدُ طرفٍ رَاحَ عنها كَليلْ

يا غُلَّة المهْمُوم يا جِلدةَ ال

مَحْمُوم يا زَفْرةَ صبٍّ نحيل

يا قُرحَة المشرق وقْتَ الضُّحى

وسَلحَةَ المغربِ وقْتَ الأَصيل

أَنتِ عجوزٌ لِمْ تَبرَّجْتِ لي

وقَدْ بَدا منكِ لُعابٌ يَسيل

وأَنتِ بالشَّيطانِ قَرْنانَةٌ

فكَيفَ تهدينَا سواءَ السَّبيل