لو كان سقم حبيب القلب في بدني

لو كان سُقْمُ حَبيبِ القلبِ في بدني

لكان أَوْفَقَ لي أَوْ كَان أَرفقَ بي

قد زادَه السُّقْمُ حُسْنَاً زادني كلفاً

فَصِرْت في طَرَبٍ منه وفي حَرَب

حُمَّاه نارٌ وذاك اللَّوْنُ من ذَهبٍ

والنَّارُ تُعرَفُ بالتحسينِ للذَّهب

أَنَّى له البردُ والحمَّى مُغافِصةٌ

هذا من الخدِّ أَو هذا من الشَّنب

لقد تزايدَ ذاكَ الثَّغْرُ من خصَرٍ

كما توقَّدَ ذاكَ الخدُّ من لَهب

يا من يَعزُّ عليه أَن تقبِّله

حُمَّاه خَوْفاً على قَلْبي من الغَضَب

أَدْعُوك بالشَّمس لاَ بالبدْرِ مُنْكَسِفاً

فالشَّمسُ محمومَةٌ فاسْعد بِذَا اللَّقب

أَكني ولست أُسَمِّي من كَلِفْتُ به

وإِن كنيتُ فمَحْبُوبي من العَرب

ممَّن يَعافُ كئوسَ الخمرِ صافِيةً

ويَشْتهي حَلَب الأَلْبانِ في الْعُلبَ

تكسُّر الجفنِ منه غيرُ مفْتَعل

فطابَعُ الحسنِ منه غيرُ مُكْتَسبِ