ما لي أنهنه عنك آمالي

ما لي أُنَهْنِهُ عَنك آمَالي

وأَصُدُّ عَنْكِ كأَنَّني قَالي

وأَراكِ مُعْرِضَةً مُعَرِّضَةً

بَالي لَوْقَع نِبال بَلْبَالي

وأَراكِ مذ قَصَّرتِ مِنْ أَمَلي

طوَّلتِ مِنْ آجَالِ آجَالِي

ما كانَ في ظنِّي ولا خَلدي

أَنَّا نَصيرُ لهذه الحال

يا مَنْ رَأَيتَ بِعينِ أَحْوَالِي

لما نأَت إِدْبار إِقبالي

ورأَيتَ قَطْعِي صَارَ مُتَّصِلاً

مُذْ قَطَّعَتْ بِالبَين أَوْصَالِي

ورأَيتَ حَالِي عَاطِلاً وَلكَمْ

أَضْحَى بِفَاضِلِ فَضْلِهَا حَالِي

يا جنّةً صدَّت فلي أَملٌ

صادٍ لها وبصدِّها صَالِي

لَيْسَتْ وَفاتُكِ مِثْل مَا زعَمُوا

لكِنْ وفاتُكِ سُواءُ أَعمَالِي

والله لو حُدِّثْتِ عن خَبَرِي

لعلمتِ أَنِّي بعدَك التَّالِي

وفرحتُ من قُربِ اللقاءِ وإِن

كان الوصولُ لهُ بأَهْوالِ

أَغْدُوا ولي نفْس ولي نَفسٌ

هذي منكَّسَةٌ وذا عالِ

وأَرُوحُ لي وَجْدٌ يُجدِّدُه

فِكْرٌ يَمرُّ بِه على بَالِي

والطَّرفُ قد قال السَّحابُ لهُ

قد صِرتُ بعدَك غَيرَ هطَّالِ

وغدا خيَالُكِ وَهْوَ يَملأُهُ

وعلى الحقيقةِ فَهْوَ كالخالِي

وكذاك سَمْعِي لو عَلمْتِ بِه

قَالٍ سَمَاعَ القِيلِ والْقَالِ

لا يسْمَع اللَّفْظَ الملِيحَ فَهَلْ

يَحْظَى لَدَيْه عذْلُ عُذَّال

كَم يُرْخِصُون عليّ عَذْلهُمُ

لكِنْ قَبُولِي منهُمُ غال

والهمُّ قَدْ وَقَعتْ ركائِبهُ

مذ مرَّ منْ جَسَدِي بأَطْلاَلِ

وأَقلُّ وَجْدِي أَنَّني رَجُلٌ

قد صَارَ عن سُلونِهِ سَالِ

وأَظنُّ أَنَّ الصَبر يُرْغِبُهُ

إِن جاءَ يوماً فرطُ إِعْوَالِي

ولأَجْلِ قَبْرِك صِرْتُ من أَدَبِي

أُولي المقابرَ جُلَّ إِجْلاَلِي

وإِليْهِمُ أَضْحَتْ مُهاجَرَتي

وإِليهمُ حِلِّي وترْحَالِي

والقصدُ قَبْرُكِ إِنَّ رؤْيتَه

أَضْحَتْ لديّ أَهمَّ أَشغالي

آتيه من ظمأٍَ لسَاكِنِه

وأَمُرُّ عنه كواردِ الآلِ

قد كان يَحسب من مُلازمتي

ولائي أَنِّي ميِّتٌ بالِ

دائِي الحياةُ فمن يُبشِّرُني

منها بإِفراق وإِبْلاَلِ