يا منية القلب لولا أن يقال سلا

يا مُنيةَ القَلْبِ لولا أَن يقالَ سَلاَ

لقلتُ ما كنتُ أَعْصِي العَذْلَ لولاكِ

رَمَيْتِ من مصرَ قلْباً بالشآم فما

أَسْرَاكِ سَهْماً إِلى أَحشاءِ أَسْرَاكِ

أَسرفْتِ في الصّدّ إِذ أَسرفْتُ فيكِ هوىً

فالعَدْلُ والعَدْلُ يَنْهَانِي ويَنْهَاكِ

نأَيْتِ يَقْظَي وقد أَلْقاكِ هَاجِعَةً

وفي الحقيقةِ أَنِّ لسْتُ أَلْقَاكِ

كم صادَ طيْفُكِ طرفي بعد هَجْعَتِهِ

فالجَفْنُ فَخّي والأَهْدَابُ أَشْرَاكِي

رُدِّي ودائعَ لثمي جئتُ أَطْلُبُهَا

ما كان أَوفَاكِ إِذ أَودعتُها فَاكِ

زمانَ لَمْ أَدْرِ من لهوي ومن طَرَبِي

أَمِنْ مُحيّاكِ سُكْرِي أَمْ حُمَيَّاكِ

وإِذ جَمَالُكِ قدْ أَغْرَى جَمِيلَكِ بِي

وَبي التعطف قد أَغراكِ عِطْفَاكِ

وإِذ مغانِيكِ بالأَنوار زاهرةٌ

حتَّى لقد خِلْتُ في مَغْنَاكِ مفْنَاكِ

رحلتُ عنكم وقد أَولعت بَعْدَكُمُ

فماً بذكراكِ أَو قَلْباً بِذكْرَاكِ

وما أَظُنُّ ديارَ القلبِ مَسْكَنَكُمْ

بأَنَّني فِيه قَدْ أَكْرَمْتُ مَثْوَاكِ

فما مررت بِرَبْعٍ كان رَبْعَكُمُ

إِلاَّ ظننتُ صَدَاهُ أَنَّه الشاكِي

يَحْكِيني الرّبعُ أَو أَحْكِيهِ بَعْدَكُمُ

سُقْماً فيا ليتَ شِعْرِي أَيُّنا الحاكي

ويومَ بارزتُ بَيْني شاكياً فرَقى

منه وذلِكَ يَوْمٌ بالنَّوَى شَاكِي

بَكتْ وَفِيها معاني الحُسْن ضاحكةٌ

يا حَرَّ قلبَاهُ مِنْ ذَا الضاحِكِ البَاكِي

هي الحبيبةُ دونَ النَّاسِ كُلِّهِمُ

فَلْيُهْنِني ذاكَ أَو فَلْيَهْنِهَا ذَاكِ