يجود على شح الليالي وبخلها

يجودُ على شُحِّ اللَّيالي وبخلها

ويُعدى على جور الزِّمانِ وعسْفه

فللفقرِ من آلائه طرفُ طرفه

وللدهرِ من آرائه صِرفُ صَرْفه

يدبِّر مُلكاً ظلَّ منتظماً به

كعقدٍ يحلى حسنَه حسنُ وصفه

له خاطرٌ كالبرق ضوءاً وسُرعةً

فلو لاح أَودَى كُلُّ طرفِ بِخَطْفه

يرى منه ما في النفس من قبلِ ذِكره

ومِنْ خَلْفِ ستر الغيبِ من قبل كَشْفه

وما تحسد الأَفواهُ غير يَراعه

يُضائقها في لثمها بطنُ كَفِّه

يسطر ما يَلقى السقيمُ ببرْئه

ويكتبُ ما يَلْقَى الْعَدُوُّ بحتفه

يُنَمْنِمُ في القِرْطاس روضاً موشعاً

له ثمرٌ كِدْنا نقوم لِقَطْفه